جرى الثلاثاء، بمدينة شفشاون، عرض مسرحية “نادي الشمس”، لمخرجها ياسين أحجام، لتغوض بالجمهور الذواق لأب الفنون في تفاصيل حياتية يومية بأسلوب ساخر ، قوامها نوستالجيا جماعية تتأرجح مابين شخوص متناقضة لها الرغبة في تصفية حسابات الماضي والانتقام.
والعمل المسرحي تم تقديمه بمبادرة من جمعية مسرح المدينة الصغيرة وبدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وفي إطار مشروع دعم الجولات المسرحية لموسم 2023، وهو من بطولة الفنانين حميد البوكيلي، وحنان أولاد بنموسى، و محمد بوغلاد، وعقبة ريان، ومصطفى الستيتو، وسكينة كرزاب، وعماد الغلال.
ويحاول هذا العمل المسرحي ،من خلال عرض بديع يهتم بأدق التفاصيل التشخيصية ، قصة رجل أعمال لم يلتق أصدقاءه منذ ثلاثين سنة، ليستدعيهم لنفس المقهى التي كانوا يلتقون فيها وقد اقتناها ليثبت لأصدقائه أنه أصبح إنسانا آخرا وناجحا، وهنا تبرز مجموعة من المشاكل مابين الأصدقاء القدامى لتتطور إلى محاولة الانتقام، حيث تعكس الشخصيات تشظي صورة الأنا، والفراغ والوحدة، كانعكاس لترسبات ذاكرة جماعية مشتركة بين أطراف القصة لما كانوا في مرحلة الشباب.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، قال مخرج المسرحية ياسين أحجام، إن نص مسرحية “نادي الشمس” من أصعب النصوص المسرحية “التي تعاملت معها كمخرج، حيث فيها تفاصيل دقيقة للشخصيات وفيها أمور تتطلب نوعا من التأني في التناول الإخراجي وتتطلب نوعا من التمرس في التعامل مع شخصيات العمل وإدارة فصول المسرحية “.
وأبرز أحجام أن المسرحية “تقدم شكلا جديدا للفرجة بالاعتماد على التقنية السينمائية”، مضيفا أن داخل العرض وأثناء تشخيصه “هناك تصوير سينمائي مباشر، حيث أن الكاميرا تركز على أداء الممثلين، خاصة على مستوى قسمات الوجه لإبراز الأحاسيس الداخلية، خاصة في المونولوغات الشخصية، وهذا ما يمنح لوحات المسرحية “مستويات جمالية متعددة على مستوى النص والأداء والسينوغرافيا، ولهذا فالمسرحية أعتبرها شخصيا اقتراحا جماليا جديدا على مستوى المسرح المغربي”.
واعتبر أحجام أن مسرحية “نادي الشمس” لمؤلفها أحمد السبيع من النصوص الصعبة “لأنها نوع عبثي بحيث يصعب على الجمهور الواسع أن يتلمس كل مقومات العرض”، موضحا أن في عملية الاخراج لعب على الفرجة والايقاع والموسيقى، وعلى بعض المواقف الكوميدية حتى “نثير اهتمام الجمهور بمختلف شرائحه الفكرية أكثر وندفعه لمتابعة هذا العمل المسرحي بكل جوارحه” .
يشار الى أن مسرحية “نادي الشمس” ،التي تم إنتاجها سنة 2017 في إطار توطين جمعية مسرح المدينة الصغيرة بدعم من وزارة الثقافة والتي سبق عرضها في عدة مدن مغربية ولاقت نجاحا وتفاعلا كبيرا من الجمهور، تتميز بتركيزها على تعابير الأزياء والموسيقى مع الاعتماد تحديدا على آلة الساكسفون كموسيقى حية، كما أن الصراع في هذه المسرحية هو ليس بشكل كلاسيكي – بداية ثم نهاية – بل كل شخصية لها قصتها ولها مسار في الحياة الذي تحاول إبرازه من خلال لوحات العرض المسرحي.