صدى تطوان – حنان الخميسي
احتضنت مدينة تطوان يومي الجمعة و السبت 7 و 8 يوليو مؤتمرا وطنيا بعنوان “التسامح والسلام وقيم التعايش المشترك” والذي افتتح فعالياته مستشار الملك أندري ازولاي، وحضره شخصيات سياسية وثقافية وأكاديمية بارزة. و أشرفت عليه جماعة تطوان وجامعة عبد المالك السعدي بالتعاون مع جمعية الصويرة موكادور ومركز الدراسات والأبحاث حول القانون العبري بالمغرب وكرسي القانون العبري بالمغرب وبدعم من عمالة إقليم تطوان.
إن المغرب يمثل نموذجًا عالميًا للتعايش الحقيقي والسلام والتسامح بين الثقافات والأديان والذي يظهر بشكل جلي في الجهود المبذولة من طرف المؤسسات التعليمية في المحافظة على التراث المشترك وتعزيز القيم المغربية الأصيلة كما جاء في كلمة السيد أندري أزولاي، مستشار صاحب الجلالة ورئيس جمعية الصويرة موكادور و الذي أكد على أن قيم المغاربة تتقاسمها الأجيال بغض النظر عن اختلاف معتقداتهم الدينية وهويتهم الثقافية واللغوية.
لقد سلط أزولاي الضوء أيضًا على استقرار المغرب وأمنه وتعايشه وتسامحه وتشبثه بالقيم الإنسانية، مما يجعله نموذجًا مشرقًا في عالم يعاني من التمييز الاجتماعي والصراعات العرقية وأنه يتميز كذلك بخصوصيات فريدة شكلته عبر العصور، حيث ساد التآخي والتناغم والاحترام بين المكونات الثقافية المتعددة، بما في ذلك الأمازيغية واليهودية والعربية والأندلسية.
وأكد المشاركون في المؤتمر من جانبهم أيضًا على أهمية المحافظة على الهوية الوطنية والتراث المشترك، وتعزيز قيم التسامح والتعايش والتنوع داخل المؤسسات التعليمية والجامعية.
تم التوقيع على اتفاقية شراكة وتعاون بين الأطراف المشاركة بهدف تحقيق هذه الأهداف وتعزيز الحياة المدرسية والجامعية في المغرب. كما تم تنظيم فعاليات متنوعة على هامش المؤتمر، بما في ذلك زيارات وعروض مسرحية وندوات علمية تسلط الضوء على جوانب مضيئة من التراث الإسلامي واليهودي المجسدة لقيم التسامح.
يعكس هذا المؤتمر التزام المغرب بقيم التسامح والتعايش والسلام، وتعزيز التنوع الثقافي في البلاد، وحفظ التراث المشترك، وتمكين الأجيال الصاعدة من الاندماج في مجتمع يتمتع بالاستقرار والسلام.