على هامش الجمع العام الأخير، المغرب التطواني في مفترق الطرق

ربيع الرايس، في 23 يوليوز 2023

انتهى الجمع العام الأخير للمغرب التطواني على طريقة الأفلام “الهنداوية”. انسحب الرئيس السابق الغازي صاحب إحدى أسوء المراحل التي مر منها فريق مدينتنا الأول، تلبية لخواطر “الجمهور” واستجابة للمنطق العادي أي الانسحاب عند الفشل. لكن الرئيس انسحب “معززا مكرما” ذلك أن جموع المنخرطين وافقت، ضدا على المنطق، بشبه “إجماع” على التقريرين المالي والأدبي. يعني ان كل الأموال التي صرفت على عشرات المدربين الذين عينوا ثم أقيلوا، أحيانا بعد مقابلات قليلة، وكل الصفقات الفاشلة وكل الديون المترتبة عن نزاعات غير ضرورية وتدهور نتائج الفريق (احتل المركز 13 مرتين ومرة على المرتبة 15 لينزل للقسم الثاني، مقابل حصوله مرة واحدة على المركز السابع) وتحول الفريق إلى ما يشبه فرق الأحياء التي تعيش من صدقات “الصينية”، بعد أن كان فريقا طلائعيا وضع تطوان في مقدمة الكرة المغربية.
طبعا نجح المنخرطون، وهم كمشة انفردت بالفريق وأغلقت أبوابه، كذلك في “تبرئة” ذمتهم وهم يوافقون على المسيرة الكارثية للفريق وفي هذا تناقض كبير. فالمصادقة على التقريرين الأدبي والمالي تعني ان الرئيس أحسن عمله، فلماذا دفعه للاستقالة وقبولها؟
على كل حال يظهر أن هناك “ترتيبات” تمت في مكان ما أعطت هذه النتائج التي تترك المستقبل مفتوحا على كل الاحتمالات. منها الجميل، ومنها السيء كاصطدام “اللجنة المؤقتة” والرئيس المقبل بالوعود الفارغة…
ما يهمنا مباشرة كتطوانيين وكأنصار للفريق هو الخروج من وضعية الجمود التي أغرق فيها المكتب ورئيسه ومنخرطيه الفريق. طبعا نتمنى خيرا وأن تطبق بعض الوعود ربحا للوقت حتى يتم وجود حلول قارة لوضعية الفريق.
تطوان (معززة بما يجاورها من مناطق) مدينة كروية بامتياز. فالمواهب موجودة والأطر الرياضية موجودة، منها المسلح بديبلومات والمسلح بالخبرة، مثلها مثل الأطر القادرة على التدبير الرياضي. ما يتطلبه الوضع للخروج بالنادي لبر الأمان هو إعادة الفريق لمدينته عوض احتجازه من طرف كمشة من المنخرطين لهم قدرة على تسديد بطاقة انخراط باهظة الثمن (ربما ثمن الانخراط في نادي المغرب التطواني أغلى من ثمن الانخراط في أكبر الأندية العالمية) ثم النوم في العسل في انتظار حلول الجمع العام للتصديق على كوارث الرؤساء.
المغرب التطواني في حاجة لصيغة مالية تجلب أكبر عدد من المنخرطين من خلال تخفيض ثمن العضوية ومتابعة المقابلات. يمكن، مثلا الحصول على حوالي 2000 منخرط-مشارك socio-abonado لهم الحق في حضور الجموع العامة من خلال ممثلين يختارونهم لاستحالة حضور الجميع، وفي انتخاب الرئيس على ألا يفوق ثمن البطاقة 3000 درهم. كما يمكن جلب أعضاء آخرين قابلين للتصويت وللترشيح لمنصب الرئيس مقابل ثمن انخراط أكثر ارتفاعا… ويتطلب هذا استرجاع ثقة المدينة في محيط الفريق وفي المشرفين عليه.
وهي نفس الثقة التي يجب استعادتها في أوساط رجال الأعمال بالمدينة والمنطقة ليس من اجل “صينية” عابرة لا تضبط مصادرها ولا مصير أموالها، بل من خلال مختلف أنواع الاستشهار. لا يعقل أن فريقا أحرز على لقبين للبطولة ولعب نهاية لكاس العرش لا يفلح مسؤولوه في إيجاد الدعم الاستشهاري. والمسألة في العمق مسألة ثقة. ليس من الضروري أن يكون رئيس الفريق “مول الشكارة”، فهذه الصيغة تتنافى مع مبدأ الاحتراف. كما أن “الحمقى” من “موالين الشكارة” قد انقرضوا ولم يعد هناك الكثيرون ممن يرغبون في خسارة أموالهم على فريق سينقلب جمهوره عليهم عند أول كبوة ويشبعهم سبا وشتما في الأعراض. سبق للمغرب التطواني أن توفرت على رؤساء ناجحين لم تكن لهم أموالا شخصية، بل سمعة طيبة في المدينة وأفكارا جيدة. وإن توسعت دائرة المنخرطين مستقبلا سيجد النادي حتما رؤساء في المستوى من حيث الاحترام والسمعة.
يمكن للمغرب التطواني، كذلك، أن يتحول إلى مشتل للاعبين يطعم بهم فريقه الأول ويسرح بعضهم لباقي الفرق الوطنية بمقابل محترم، والكل يعرف العدد الكبير من اللاعبين المكونين في مختلف فئات المغرب التطواني الذين عززوا الفرق الأخرى.
كما نتمنى أن تكون تلك الفئات المنفلتة من الجماهير قد فهمت بأنه من السهل السب والشتم في أعراض المسيرين ومطالبتهم ب”ارحل”. لكن من الصعب إيجاد البديل، ومن الصعب توفير موارد قارة للفريق أصبحت تناهز 4 ملايير في السنة. وأن تكون تلك الفئات الحالمة بالمنافسة على الألقاب كل موسم قد أدركت حدود حلمها، وهي أحلام غير مستحيلة طبعا، لكن تحقيقها يتطلب توفر شروط كثيرة. وغياب الألقاب لم يمنع الجماهير الكروية الواسعة، في الماضي، من عشق فريقها المغرب التطواني خلال سنوات “القحط” الطويلة، فحب المغرب التطواني هو حب للمدينة وما تمثله إجمالا ولا يرتبط بلقب ما.
طبعا في انتظار تحقق هذا أو غيره من الأفكار النيرة لا يسعنا، من هذا المنبر، سوى مصاحبة الفريق بدعواتنا بالخروج من نفق المرحلة “الغازية”.

Loading...