بقلم؛ نضار الأندلسي
إلى حدود الثلاثينات من القرن العشرين كانت عادة شراء العبيد والاماء منتشرة بين العائلات التطاونية العريقة ، وقد اشار المؤرخ محمد داود في المجلد الثاني من كتابه تاريخ تطوان ، ص 318 الى هذه الظاهرة بقوله :”كانوا يطلقون لفظ الرقيق على العبيد والاماء زكانوا يقسمون الرقيق الى قسمين ، رفيع وهو الذي يصلح للتسري ووخش وهو الذي يصلح العادي منه للطبخ والخدمة العادية والوضيع وهو الذي يصلح للخدمة الوضيعة للتعب والشقاءوربما للسوط أيضا …
كانت الاماء تعرض في سوق الغرسة الكبيرة الى جانب العبيد وقد ورد في الجزء الثاني من تاريخ تطوان ان الاماؤ والعبيد يباعون في ذلك الوقت بالاسواق كما تباع الدواب والانعام ولم يمنع ذلك الافي الربع الثاني من القرن 20 وهو مكان تواجد الدلالات المكلفات ببيع الاماء وبعد الاتفاق على الثمن ترافق الدلالة الامة إلى بيت سيدها الجديد.
كما جعلت الامة في الاسر العريقة من جملة المهر تصاحب العروس الى دار زوجها وساد العرف ان تحملها ليلة عرسها على ظهرها وتصعد بها الدرج الى غرفتها وتصبح ملكا للزوجة وتحت تصرفها ا،ما اذا ماتت فان الزوج يكون ملزما بتعويض زوجته بغيرها ،
كانت الامة ملزمة باحترام كل أهل البيت التي تعيش في كنفهم والتي تكن لهم كل الاخلاص فهي تدعى سيدة البيت ب” لالا”ورب البيت ب “سيدي ” أما الصغار من الذكور فكل حسب سنه”سيدي الكبير ” سيدي الصغير “اما البنات “للا الصغيرة ” .
وقد تسوء هذه العلاقة بسبب علاقة الامة بسيد الاسرة مما يسبب في غيرة و شقاء مولاة الدار فيطلق المثل التطواني ” الدار المباركة هي د مافيها لا مبارك ولا مباركة ”
يفرض على الاماء المكلفات بالخدمة ” التمكيل والتقريب” لباسا مغايرا عن مولاة الدار .فقفطان الامة من الثوب الخشن السميك وكان معروفا ب “الزهر او القمر او الجاوي ” و لونه غامقا ولاخضر والبرتقالي وحزامه خاليا من التطريز ” الحسبي “وتربط على وسطها “التزور “وترفع اطراف تيابها ” الزلايل “، دائما حافية القدمين فهي ملزمة بخلع الريحية امام اسيادها
أما المكلفة بالطبخ تشد راسها بخرقة من الثوب تضع فوقه الهليكة فتلبس فوق قفطانها ” الفريول “وهو ثوب غامق فضفاض اكمامه واسعةله فتحة مابين العنق والكتف و يصل الى الركبة واذا ارادت الخروج من البيت من اجل شراء الاغراض ” السخرة فهي تضعه على ثيابها الحايك د السكر “غلى غرار السيدة التي تلبس الحايك د الحاشية ولا تلبس اللثام واذا لبسته فيسخر منها تشبه “بالحمارة باللجام ”
أما اسماؤهن فكانت من اختصاص اسياد البيت مننها ” الياسمين _فتح الزهر مبروكة الياقوت _مسعودة _ زايدة _او جيدة _العنبر _سترة _زهرة _جوهرة _ملوكة سعد السعود _ام الخير -سعادة …..
فالحمد لله على نعمة الحرية ………
المراجع :
عقد نكاح بين السيد محمد بن عبد الخالق الصفار و السيدة أم كلثوم بنت الوزير محمد بن عبد الله الصفار يتضمن آمة، مؤرخ ب: أوائل ذي القعدة عام 1274ه/يونيو 1858م، بمعروضات جمعية تطاون أسمير بتطوان.
داود محمد، التكملة، ذيل لكتاب تاريخ تطوان في خطط المدينة وسكانها وحياتها الاجتماعية، مراجعة وتحقيق وإضافات، حسناء داود، منشورات جمعية تطاون أسمير، مطبعة الخليج العربي، تطوان الطبعة الأولى 2016.
داود محمد، عائلات تطوان، مراجعة وتحقيق وإضافات حسناء داود، نشر مؤسسة محمد داود للتاريخ والثقافة، وجمعية تطاون أسمير، سلسلة تراث، 18، مطبعة الخليج العربي، تطوان، الطبعة الأولى 2016- 2017، ج 1/2/3.







