مكتبة كلية الآداب بتطوان، محل للعلم أم ثكنة عسكرية؟

ربيع الرايس في 20 مارس 2024 

تصوروا مواطنا قصد كلية الآداب بمرتيل صبيحة يوم رمضاني، والكلية بعيدة عن وسط المدينة وتوجد في مكان لا يصله تقريبا سوى الطلبة والأساتذة. هذا المواطن توغل في شعاب الكلية بحثا عن المكتبة. فما الذي يرغب فيه هذا المواطن إن لم يكن غرضا ثقافيا أو بحثا عن المعلومات الموجودة في عمق الكتب والدراسات التي تحتويها المكتبة؟

مثل هذا المواطن يجب أن يستقبل بالأحضان لأنه يقصد العلم والمعرفة. لكن “الكابتن” حامي حمى المكتبة كان له رأيا آخر إذ رفض ولوجي المكتبة بحجة غياب الصفة، أي بطاقة الطالب. يا “كابتن” هل كنت سأقصد المكتبة للفسحة في الصباح الباكر ليوم رمضاني ساخن؟ رفض رغم أنني أشهرت له بطاقتي الصحافية كمهني وأخبرته بحقي في ولوج المكتبة للبحث. لكن “الكابتن” رفض وبعدوانية ظاهرة وكأنه يطبق تعليمات أحد “الجنرالات”. والغريب في الأمر أنه سبق لي ولوج المكتبة منذ أسابيع بدون مشكل يذكر. فهل يتعلق الأمر ب”تعليمات”، أم ب”ترمضينة” موظف لا يفرق بين متجر لبيع الأواني ومكان محترم للمعرفة؟

قصدت مكتب الكاتب العام للكلية وشرحت له ما وقع، سلمته بطاقتي المهنية ولم يكتف بالاطلاع عليها بل سجل كل المعلومات الموجودة فيها قبل أن يطلب مني العودة للمكتبة. وطبعا لم يكن بإمكان “الكابتن” منعي، وسلمته بطاقتي لأخذ المعلومات ولم أسترجعها سوى عند مغادرتي.

وفي الحقيقة أحسست بمراقبة لصيقة وغريبة، طيلة الوقت، وكأنني في مركب نووي يخاف أصحابه من سرقة معلوماته الثمينة!

كيف لمكتبة أن ترفض القراء حتى ولو لم يكونوا طلبة؟ خصوصا والمكتبة ف”غرابو” ولا يعرف بوجودها، ربما، حتى طلبة الكلية..

نتمنى من العميد الجديد أن يحد من سلطة “الكابتن” حارس عرين المكتبة.

Loading...