صدى تطوان-كمال الغازي
في كل دورة انتخابية، يتنافس المرشحون السياسيون على جذب أصوات الناخبين من خلال برامج و وعود غير قابلة لتحقيق وخطط تبدو طموحة لإحداث تغييرات إيجابية. لكن ما يحدث في الواقع بعد الفوز بالانتخابات وتولي المناصب السياسية غالباً ما يختلف عن الصورة المشرقة التي رسمها المرشحون. ولذلك، فإن فهم العلاقة بين توقعات الناخبين وأداء المنتخبين يعد أمراً بالغ الأهمية لفهم ديناميكيات السياسة الديمقراطية.
-وعود المرشحين وتطلعات الناخبين:
في خضم المنافسة الانتخابية، يحرص المرشحون على تقديم أنفسهم للناخبين كـ “الواعد” الذي سيغير الواقع نحو الأفضل. فهم يطرحون خطط وحلول طموحة للقضايا الملحة كالبطالة والفقر والتعليم والرعاية الصحية. ويستخدمون لغة قوية و وعود كذابة جذابة لاستمالة أكبر عدد ممكن من الأصوات. ومن خلال هذا “الخطاب الواعد”، يتشكل في ذهن الناخبين خيال حول كيف ستكون الأمور في حال فوز هؤلاء المرشحين
-دور الناخبين في المساءلة السياسية:
في ظل هذه الديناميكية، يقع على عاتق الناخبين مسؤولية متابعة أداء المسؤولين المنتخبين وتحملهم المساءلة. فالناخبون ليسوا مجرد مشاهدين سلبيين، بل عليهم استخدام الآليات الديمقراطية كالنقد البناء والضغط السياسي والمشاركة في صنع القرار للتأثير على توجهات وأداء المنتخبين. وبهذا يكتمل الدائرة الديمقراطية، ويتحقق التوازن بين توقعات الناخبين والإنجازات الحكومية.
في النهاية، فإن العلاقة بين “الواعد” و”الموعود” هي محور الديناميكية السياسية في النظم الديمقراطية. ولا يمكن تحقيق التوازن المنشود إلا من خلال تفاعل بناء بين الناخبين والمنتخبين، حيث يلتزم المسؤولون بتنفيذ برامجهم وتحمل المساءلة، بينما يمارس الناخبون دورهم في المراقبة والمحاسبة. وهذا هو الأساس لديمقراطية حقيقية وفعالة