أنس الحسيسن
انتهت فترة الميركاتو الصيفي، وهي مناسبة كانت لمجموعة من الفرق لتعزيزتركيبتها البشرية بهدف تحقيق الأهداف، التي ترسمها قبل بداية الموسم، غير أن بعض الفرق لم تستطع مسايرة ذلك بسبب قرار المنع، الذي طالها، وهو أمر مرده بالأساس إلى دخول هذه الفرق في نزاعات مع مدربين ولا عبين، كانوا بالأمس القريب يتغنون بهذه الفرق، لكن سرعان ما تنقطع خيوط الود بينهم وبين المكاتب المسيرة، فيكون اللقاء في جلسات المحاكم الرياضية. وعلى ذكر “سوق الانتدابات”، الذي ينشط فيه الوكلاء بمختلف درجاتهم، فإن هناك فرقا صرفت الملايير كما هو حال الوداد البيضاوي، وفرقا لم تستطع لذلك سبيلا كما هو حال فريق شباب المحمدية، الذي بالأمس القريب كان رئيسه آيت منا قبل أن يصبح رئيسا للوداد البيضاوي، وهذا يحدث في بطولة احترافية في عقدها الثاني.
ومقابل حركية سوق الانتدابات ، يطرح السؤال عن دور مراكز التكوين في تكوين اللاعبين، إذ ظهرت محدودية مد هذه المراكز للفرق بلاعبين شباب يستجيبون للحد الأدنى من حمل قميص الكبار، ولعل هذا عامل كان من بين الأسباب، الذي دفعت الجامعة إلى تعيين أجانب للإشراف على مشروع تكون كروي بهدف الاهتمام أكثر بفئة الشباب، وهو قرار رأى فيه البعض التقليل من مكانة الأطر التقنية الوطنية، التي كانت قد استفادت من عدة تكوينات من أجل ولوج عالم التأطير لتجد نفسها خارج أسوار مراكز التكوين.
ووفق آخر الإحصائيات، التي نشرت من مرصد دولي لكرة القدم، فإن نسبة إدماج اللاعبين الشباب من فئة أقل من 21 سنة تظل ضعيفة للغاية في معظم الفرق الوطنية، وفي هذا السياق يعد نادي اتحاد تواركة أكثر الفرق اهتماما على اللاعبين الشباب بنسبة لا تتجاوز 9 في المائة يليه فريق الفتح الرباطي ثم الرجاء البيضاوي والوداد البيضاوي.
والحديث عن المنظومة الكروية الوطنية، يجرنا إلى الوقوف عن المغرب التطواني، الذي هو الآخر كان من الفرق الممنوعة من التعاقدات مما جعله يسارع الزمن بهدف رفع قرار المنع، وهو موضوع كان قد أحاطه سجال كبير بين الفريق والعصبة الاحترافية.
على أي تمكن المغرب التطواني في آخر المطاف من رفع المنع بعد جهود مضنية، وكانت النتيجة التعاقد مع أكثر من عشرة لاعبين، قام الفريق بإشراك جلهم في مباراته مع المغرب الفاسي، ثم مع النادي المكناسي ومع اتحاد اتواركة بعد أن لعب في مبارتيه الأولتين بمجموعة من لاعبين ينتمون إلى فئة الشباب.
كل متتبع للفريق تابع عطاء اللاعبين الجدد، وخلص إلى أن عددا مهما من الأسماء الجديدة، لم تقنع وإن كان من السابق لأوانه الحسم مبكرا في مردودهم، على الرغم من أن مدرب الفريق الكرواتي “داليبور ستاركيفيتس”، قال إن الحكم على هؤلاء سيكون بعد مبارتين.
حقيقة لا تعرف المسطرة، التي استند عليها الفريق في إبرام هذه التعاقدات، ومدى استجابتها للخصاص، الذي تشكو منه مراكز اللعب، والسؤال العريض، هل باستطاعة هؤلاء اللاعبين تقديم قيمة مضافة ، التي تحتاجها خطوط الفريق بعد إشراكهم في المباريات الأخيرة.
المغرب التطواني وفي خمس دورات لم يحصل سوى على ثلاث نقط، جمعها في ثلاث تعادلات أجراها على أرضية ملعب سانية الرمل، وأمام فرق من الصعب أن تكون منافسة على لقب البطولة، فإهدار نقط الفوز أمام فرق في مستوى المغرب التطواني لن يطمئن أي متتبع لمسيرة ممثل الكرة التطوانية في البطولة الاحترافية.
على أي، الآن أغلق باب “الميركاتو” الصيفي، وعلى الفريق تدبير أموره التقنية بما جلبه من لاعبين، سيؤكدون مع توالي الدورات مدى جاهزيتهم في الدفاع عن ألوان الفريق، وهي مهمة ليست بالهينة على مدرب قادم من خارج البطولة الوطنية، وجد نفسه أمام وضعية تقنية لا يحسد عليها لكنه قبل بها، و ستتطلب منه إيجاد وصفة سريعة تطمئن جماهيره في أن ترى فريقها يحقق نتائج لا تثير الشكوك حول مسايرته لإيقاع البطولة.
خلاصة القول، أن الدورات القادمة، ستعطي الصورة الحقيقية للاختيارات، التي أقدم عليها من بيدهم الحل والعقد في تدبير شؤون المغرب التطواني في بطولة قد يكون الصراع فيها على المراتب المتقدمة شبيها بالموسم الماضي، وهو ما قد ينطبق على من هو محكوم عليه بالدفاع عن حظوظ البقاء في القسم الأول.