طغتت قضية متهم أجهز على عشيقته وأحرق جثتها بطنجة، على كل القضايا التي عرضت، أمس (الخميس)، على أنظار غرفة الجنايات الأولى باستئنافية طنجة، وعرفت أطوارا ونقاشات مثيرة قبل أن تسقط هيأة الحكم عن المتهم جناية “سبق الإصرار والترصد”، وتابعته بتهمة “القتل العمد أعقبته جناية التنكيل بالجثة وحرقها”، لتقرر بعد ذلك معاقبته بـ 25 سنة حبسا نافذا وتعويض مادي لفائدة ذوي الحقوق قدره 200 ألف درهم مجبرة في الأدنى.
وقررت الهيأة القضائية إدانة المتهم (ح.أ)، وهو من مواليد 1984 بتطوان، بعد أن استمعت إلى تصريحاته التي أكد خلالها كل اعترافاته المدلى بها في جميع مراحل التحقيق، إذ لم ينف التهم المنسوبة إليه، وأقر أمام الهيأة بأنه أنهى حياة الضحية الملقبة بـ “فتاتي”، التي كانت تشتغل قيد حياتها مسيرة لإحدى مقاهي الشيشة وسط طنجة،بعد أن قضى معها ليلة ممتعة وأشبع غريزته، إلا أنها طالبته بمبلغ مالي غير المتفق عليه، ليدخل معها في مشادات كلامية قبل أن يوجه لها طعنات بواسطة سكين أصابها في عنقها، وسقطت على الأرض مدرجة في دمائها.
وأبرز المتهم، وهو يسرد تفاصيل فعلته، أنه أقدم على كسر الأطراف السفلى والعليا للضحية بهدف وضعها داخل حقيبة سفر، وقام بنقلها نحو أرض خلاء بمنطقة كزناية ضواحي المدينة على متن سيارتها التي تركتها مركونة قرب العمارة، قبل أن يقوم بحرق الحقيبة والجثة بواسطة مادة “الدلوان”، ويفر من المكان حتى لا يفتضح أمره، مبرزا أنه بعد عودته إلى المدينة تخلى عن السيارة بحومة “الدراوة” وغادر المدينة نحو الناظور حيث تم توقيفه من طرف عناصر الدرك الملكي.
وتعود فصول هذه الجريمة “المافيوزية”، إلى يوم الثلاثاء (21 ماي الماضي)، حين لاحظ حارس مزرعة تقع بضواحي طنجة، أثر حريق بأرض خلاء بجوار مزرعته، تبين له أنه عبارة عن جثة وأطراف بشرية متفحمة، فبادر بإخطار السلطات المحلية بالمنطقة، التي حضرت للمكان رفقة ضباط المركز القضائي للدرك وعناصر الأدلة الجنائية والعلمية، الذين قاموا بنقل الجثة إلى المستودع الجماعي للأموات بالمدينة، وفتحوا تحقيقا في الواقعة أسفر عن تحديد هوية الهالكة والجاني، الذي ألقي القبض عليه بمدينة الناضور.