ربيع الرايس، 19 نوفمبر 2024
مطار تطوان-سانية الرمل كان وسيظل تابعا من الناحية الإدارية لتطوان ولن تغير من الأمر شيئا الخزعبلات التي حبل بها الفايس بوك في الأيام الأخيرة.
في البداية صدر مقال في موقع محلي يخبر بالتعديلات المزمع إحداثها على تصميم التهيئة الخاص بجماعة مرتيل، والذي لا يمس القطاع المرتبط بتمديد المطار لتحويله إلى مطار دولي حقيقي. المقال المنقول بطريقة شبه حرفية عن الجريدة الرسمية لم يفسر الموضوع أكثر، ربما لوضوحه بالنسبة لهيئة التحرير أو على العكس من ذلك لغموضه. هذا التعامل “الناشف” للموقع مع هذا الموضع المصاغ ، في الجريدة الرسمية، بطريقة تقنية دقيقة تحتاج توضيحا من خبراء المجال (ودور الصحافي هنا هو الاتصال بالخبراء ل”مضغ” المادة ونقلها للقارئ)، أطلق العناء ل”معركة” فايسبوكية مضحكة (من باب “الهم كيضحك”)…
أن ينخرط المواطن العادي في إطلاق الكلام بدون “فرامل”، قد يفهم رغم كونه أمرا مؤسفا، لكن أن يدخل في ذلك الضجيج الغريب الصحافي والموظف الإداري والمثقف والناس الذين بإمكانهم البحث والتنقيب قبل إطلاق الكلام في الهواء، فلقد كان هذا مدهشا ومثيرا للاستياء. وهكذا انخرط البعض في “صناعة حدث” غير موجود عوض المساهمة الواعية في تنوير الرأي العام بما هو موجود حقا.
الموضوع لم يكن له أن يثار أصلا لأن قرارا من حجم نقل التدبير الإداري لمطار من إقليم لآخر لا يمكن أن يمرر في جنح الظلام ودون مناقشته على مختلف المستويات الحكومية والجماعية. خصوصا وإن هذا “التفويت” المفترى عليه يتطلب نقل أحياء بكاملها من إقليم لآخر، فالموضوع ليس مجرد تغيير اسم المطار.
وحتى لو افترضنا أن من هاج في الفايس وأشعل تلك الفتنة في فنجان الفراغ، هاج لأن الشك تسرب إليه، فما كان عليه سوى الاتصال بأول مسؤول جماعي يصادف هاتفه، أو برلماني، أومسؤول في الوكالة الحضارية قبل الانخراط في الكلام الفارغ.
فضلنا طبعا، في موقعنا عدم الدخول في دوامة الفراغ هذه، ثم اتصلنا بمسؤولين في الوكالة الحضرية بتطوان الذين أكدوا لنا ما كنا مقتنعين به من القراءة الدقيقة لمضمون الجريدة الرسمية، ألا وهو أن الأمر لا علاقة له بالتدبير الإداري لمطار تطوان-سانية الرمل. والمطارات، على كل حال وكما هو معروف، تابعة للملك العام للدولة وتدار من طرف المكتب الوطني للمطارات ما دامت تعمل.
ثم بعيدا عن هذا الجدل المضحك فمطار الدارالبيضاء-محمد الخامس يوجد بإقليم النواصر، ومطار الرباط-سلا يوجد بسلا ومطار طنجة-ابن بطوطة يوجد بالجماعة القروية بوخالف… فأين المشكل؟