صدى تطوان-محمد الشنتوف
نظمت جمعية يحيى للأطفال التوحديين، يوم الجمعة 20 ديسمبر 2024، ندوة علمية بعنوان “العنف والإعاقة، أي مقاربة؟”، في رحاب الدار المتوسطية للمحامي بتطوان. حيث عرفت الندوة مشاركة نخبة من الخبراء والأطر العاملة في مجال الإعاقة، إضافة إلى أساتذة ومتخصصين في اضطراب طيف التوحد.
الندوة العلمية ناقشت موضوع العنف الممارس ضد الأطفال التوحديين من زوايا مختلفة، بما في ذلك المقاربة الدينية، الحقوقية والقانونية، الصحية والنفسية، والاجتماعية والتربوية. وشملت المحاور الرئيسية التي تم تداولها دور القيم الإسلامية في مواجهة العنف ضد الأشخاص ذوي الإعاقة، وتأثير العنف الأسري على أطفال طيف التوحد، وسبل حمايتهم من أشكال العنف المختلفة (الجسدي، النفسي، اللفظي والاجتماعي).
كما سلطت أشغال الندوة الضوء على التحديات التي تعيق الدمج الاجتماعي للأطفال التوحديين، مثل صعوبة الحصول على التعليم والرعاية الصحية الملائمة، وأهمية العمل على إدماجهم في محيطهم الاجتماعي.
ودعت الندوة إلى تعزيز القوانين الوطنية والإقليمية التي تحمي الأشخاص ذوي الإعاقة من العنف وإشراكهم في صياغة السياسات التي تعنيهم، مع التأكيد على أن مكافحة العنف ضد هذه الفئة ليست فقط مسؤولية قانونية، بل واجب أخلاقي ومجتمعي. كما شددت على دعم المنظمات غير الحكومية المعنية بحماية حقوق ذوي الإعاقة، وتفعيل برامج الدمج الاجتماعي في المدارس والمؤسسات، مع إطلاق حملات توعية مجتمعية عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
واعتبرت التوصيات تحسين حياة الأشخاص ذوي الإعاقة هدفاً أساسياً، عبر دراسة مسببات العنف ضدهم، حماية حقوقهم من خلال الأسر والمؤسسات التعليمية، وتقديم الدعم القانوني للأسر المتضررة. بالإضافة إلى ذلك، أكدت الندوة على أهمية تفعيل التشريعات والسياسات الوطنية لتوفير بيئة آمنة تكفل اندماجهم الكامل في المجتمع.
تجدر الاشارة ان الندوة لقيت تفاعلا كبيرا من الحاضرين، وأكدت على ضرورة تعزيز النقاشات المماثلة والعمل المشترك لتحقيق بيئة أكثر إنصافاً وعدلاً للأشخاص ذوي الإعاقة.