طنجة .. محاكمة “مجموعة الخير” تستمر لأكثر من 30 ساعة والنيابة تطالب بعقوبات قاسية

تتواصل أطوار المحاكمة الطويلة لملف “مجموعة الخير” في المحكمة الابتدائية بمدينة طنجة، حيث بدت ملامح التعب واضحة على وجوه القضاة والمحامين والحضور الذين ترقبوا في صبر إعلان الحكم النهائي في القضية التي شغلت الرأي العام. تجاوزت الجلسة 30 ساعة من العمل المستمر، تناول خلالها كل طرف الدفاع عن موقفه، مع الاعتراف بوقوع الجريمة بشكل لا لبس فيه.

في الساعة الثالثة بعد الزوال، أعلن رئيس الجلسة رفعها لأداء صلاة الظهر وأخذ قسط من الراحة قبل استئنافها مجددًا، ليقترب الترافع من نهايته ويُعلن بعدها عن إدخال الملف إلى المداولة تمهيداً للنطق بالحكم الذي ينتظره الجميع.

تظهر علامات التعب والحزن بوضوح على المتهمين البالغ عددهم 25 شخصاً، بينهم 7 رجال والباقي من النساء اللواتي يشكلن محور هذه القضية التي لا تزال مستمرة. في مرافعة مؤثرة، تحدث أحد محامي الضحايا عن المآسي التي خلفتها “مجموعة الخير”، مشيراً إلى حالات انتحار بعض النساء اللواتي تورطن في القضية بعد أن تم إيهامهن بتحقيق أرباح سهلة مقابل مساهماتهن المالية. كما أشار إلى زيادة حالات الطلاق في محكمة الأسرة بسبب الأضرار الجسيمة التي تسببت فيها المجموعة، مطالباً المحكمة برد الاعتبار للنساء المغرر بهن وبتطبيق أشد العقوبات على المتورطين.

وأضاف محامٍ آخر أن المبالغ المالية التي جمعها القائمون على المجموعة، والتي تقدر بمليارات السنتيمات في وقت قياسي، لم تكن لتتمكن أي جهة رسمية من جمعها، مطالباً بتشديد العقوبات بحق المتورطين.

من جهته، طالب ممثل النيابة العامة في الجلسة بإنزال عقوبات حبسية مشددة ضد المتهمين، مؤكداً أن الجريمة تشكل تهديداً خطيراً للأمن الاجتماعي. وقال إن المتورطين استخدموا أساليب متطورة في النصب والاحتيال، مستغلين سمعة “أعمال الخير” مثل توزيع قفة رمضان وحفر الآبار لإقناع الضحايا.

وأشار إلى أن التنظيم الإجرامي تمكن من السيطرة على عقول آلاف الضحايا من خلال خطط محكمة، حيث تم جمع أموال طائلة وتوسيع دائرة الضحايا بشكل واسع.

Loading...