أنس الحسيسن
يجتاز المغرب التطواني هذا الموسم أسوء مواسمه الرياضية، إن لم نقل أنها غير مسبوقة، فالفريق ومنذ انطلاق البطولة يبقى في مرتبة مؤدية للقسم الثاني، على الرغم من أنه في إحدى الأوقات، قال أحد مسيريه إن الفريق لا خوف عليه.
ما يقع للمغرب التطواني ما كان ليحدث لو أخذت الأمور بجدية في بداية الموسم حتى لا يطلق عليه “من الخيمة خرج مائلا”. حالة المغرب التطواني لا تطئمن محبوه، لا سيما وأن الهوة تتعمق حتى مع المحتل للرتبة الرابعة عشرة.
من الأسباب المباشرة لهذا الواقع المر، أن الفريق ضيع عددا من ركائزه الأساسية مع نهاية الموسم الماضي، التي اختارت الرحيل عنه وحملت قميص فرق أخرى، كانت تنتظر مثل هذه الفرص، التي لم تكلفها كثيرا من الأموال ليجد الفريق نفسه أمام انتدابات كانت دون المستوى، وظهر هذا مع أولى الدورات، والمغرب التطواني يتعاقد مع مدرب أجنبي قادم من البطولة الخليجية…
المغرب التطواني قام في وقت مناسب بتغيير مدربه، و كان ينظر الى عزيز العامري أن يكون رجل المرحلة، لكن لا شيء تحقق من ذلك، بل على العكس من ذلك فجر عزيز العامري ملفا ربما كان مسكوتا عنه وخلق جراحا داخل البيت التطواني على الرغم من أن أصحاب الحل والعقد لن يكون خفيا عنهم ما تحدث عنه عزيز العامري، لا سيما وأن هناك من خبر شؤون التسيير المالي ثم الإداري فيما بعد لسنوات، بيد أن أثرها الايجابي لم ينعكس على تدبير هذه الوضعية المتأزمة للفريق.
حين نرى مسار عزيز العامري في البطولة الوطنية نجد مساره في البطولة الوطنية لم يكن موفقا باستثناء مرحلة تدريبه للمغرب التطواني، وحصوله على لقبين مع الفريق فيما باقي تجاربه غير ناجحة إن لم نقل فاشلة، والحديث عن هذا الموضوع يبرز أن الحصول على الرخصة الأولى في عالم التدريب لا يعني تمكن المدرب من آليات ينبغي أن تتوفر فيمن هم في مثل درجة التدريب لعزيز العامري.
المغرب التطواني سينهي موسمه مع مدرب رابع وهو محمد بنشريفة بعد أن تعاقد معه وقبله كان محمد لكحل قد أسندت اليه مهمة الإشراف على تدريب الفريق مؤقتا الذي هو الأخر خانته النتائج في ظل “محدودية ” التركيبة البشرية ، وقد تحدث في تصريحه الأخير عن الأخطاء الفردية للاعبين، التي تهدم كل شيء…
على كل حال مهمة محمد بنشريفة، الذي سبق أن لعب في صفوف المغرب التطواني لن تكون مفروشة الورود غير أنها ليست مستحيلة، بحيث ستكون جميع مبارياته بمثابة مباريات للسد. محمد بنشريفة وفي أول تصريح له قال انه سيركز على الجانب الذهني في أولى مباراته ما دام انه تابع وشاهد مردودية اللاعبين في انتظار أن يفتح “الميركاتو الشتوي”، الذي تقلص موعده، وقد يفقد قيمته لمجموعة من الفريق ومن بينها المغرب التطواني ما دامت دورات البطولة تسير بسرعة، وهنا طرحت من لدن البعض قضية تكافؤ الفرص بين فرق البطولة الوطنية، خاصة تلك التي تبحث عن النجاة من النزول إلى القسم الثاني أو تلك التي ترى أنها هي الأخرى باستطاعتها البحث عن مراكز المقدمة.
بطولة هذا الموسم الذي يعاني فيها المغرب التطواني تعرف تراجع الفرق الكلاسيكة عن مقدمة الترتيب حيث أصبح فريق نهضة بركان للبطولة ونهضة زمامرة من الفرق التي تسير نحو التوقيع على موسم متميز لهما وقد يكون استثنائيا . ويبدو أن هذين الفريقان يسيران بخطوات ثابتة على إنهاء البطولة في هذه المرتبة على الرغم من هذين الفريقين قاعدتهما الجماهيرية اقل بكثير عن عدد من الفرق التي لها باع طويل في الكرة الوطنية وهنا يمكن الكلام عن التخطيط والتدبير والتجربة، وهذه جملة من العناصر إضافة إلى أخرى هي من مقومات نجاح أي فريق…