مشاهد من كرة القدم الوطنية

أنس الحسيسن

تتواصل دورات البطولة الاحترافية للقسم الأول، ويسير فريق نهضة بركان لكرة القدم لحسم لقب البطولة مبكرا، وستكون هذه المدينة الشرقية رغم ساكنتها الصغيرة سعيدة بهذا التتويج، وهي التي كانت معروفة أيضا منذ سنوات بفريقها لكرة السلة، والذي هو الآخر، كان يحسب له ألف حساب، لكن إشعاعه تراجع، وأخذت كرة القدم المشعل منه في السنوات الأخيرة…

وبجانب نهضة بركان، يوجد فريق عاصمة الجهة الشرقية،فريق مولودية وجدة في أسفل الترتيب بالقسم الثاني، وهو الذي غادر القسم الأول في الموسم الماضي. معاناة هذا الفريق شبيهة بمعاناة المغرب التطواني، الذي منذ انطلاق الموسم، لم يبارح أسفل الترتيب، وفي كل دورة تتعقد وضعيته أمام استحالة تحقيق فوز ثالث يهدئ من خوف السقوط المبكر للقسم الثاني، الذي لم تعرفه كرة القدم التطوانية شبيها له …

كرة القدم الوطنية تعاني، ويتجلى ذلك فيما شهدته الأيام الأخيرة من هجرة مجموعة من لاعبي البطولة نحو البطولة الليبية، موضوع أصبح على لسان كل متتبع لواقع كرة القدم الوطنية، التي تبذل فيها جهود كبيرة على مستوى المنتخبات الوطنية، لكن حال الفرق يبعث على الشفقة والرحمة، وأصابع الاتهام توجه إلى المكاتب المسيرة حتى أن البعض طالب بتغييرها في حال عجزها عن التدبير المحكم، وتحقيقها للنتائج الايجابية بتعويضها بمكاتب أخرى كما هو الحال مع تغيير المدربين. وعلى ذكر الأطر التقنية، فكثير من الفرق غيرت مدربيها أربع مرات في هذا الموسم، واللائحة مع كل دورة تتسع، والمغرب التطواني هو الآخر لم يخرج عن هذه القاعدة، فعلى الرغم من هذا “الحل المؤقت”، يحافظ الفريق على تواضع في النتائج، بمعنى أن الاختيارات، التي بنيت الحسابات عليها، كانت غير موفقة إن لم نقل فاشلة.

رحيل اللاعبين وبحثهم عن استقرار مالي، مرده إلى ما تعرفه كرة القدم الوطنية من منازعات، أصبحت لصيقة بعدد من الفرق الوطنية، والمغرب التطواني هو الآخر لا يخرج عن هذه الدائرة، والتي أصبحت تتوارث من مكتب إلى آخر ومنذ مواسم عديدة.

تطوير كرة القدم الوطنية بحاجة إلى موارد مالية قارة بعد أن أصبحت البنيات التحتية، التي تتوفر عليها، لا يمكن لأي كان إلا أن يعتز بها، وإن كانت تطوان هي الأخرى تنتظر دائما نصيبها في إضافة ملعب آخر يليق بما تحظى به هذه الرياضة الشعبية من مكانة مرموقة. ومن المعلوم أن المدينة كان مسطرا لها أن تتوسع بنياتها التحتية بمركب رياضي جديد، وهو من شأنه أن تنعكس آثاره الايجابية على قطاعات أخرى، سياحيا، واقتصاديا، لآن ذلك سيدفع المدينة بأن تكون هي الأخرى مرشحة في استضافة منافسات دولية، وليس في كرة القدم فحسب…

في المدة الأخيرة، عقد لقاء جمع رئيس الجامعة ورؤساء الفرق، وكان من بين القضايا، التي طرحت تحسين موارد الفرق، وكان من ضمن المقترحات الرفع من سومة تذكرة المباريات، وهو اقتراح يبقى صائبا، ومجديا مع البحث عن مستشهرين، لكن في المقابل وقبل هذا الاقتراح، كان هناك اجتهاد آخر يقلل منه أو يبخسه، حيث عمدت إحدى الفرق بطولة القسم الأول للبطولة الاحترافية، وهي تحتل مرتبة جد متقدمة في البطولة على فتح أبواب الملعب في وجه الجمهور شريطة الإدلاء ببطاقة التعريف الوطنية في مباراة كانت أن تكون لهذا الفريق بمثابة “يوم الفريق” ما دام أن الفريق الضيف كان الرجاء البيضاوي.

كرة القدم الوطنية في حاجة إلى ترسيخ “ثقافة تأدية التذكرة”، لأن هذا عنصر من نجاح وارتقاء بطولتنا نحو مصاف البطولات الكبيرة ولو قاريا، لا سيما وأن المغرب لم تعد مكانته الإفريقية تخفى على أحد، والذي سيكون خلال نهاية هذا العام مسرحا لنهائيات كأس افريقيا في نسخة قال عنها رئيس الكاف موتيسيبي من أنها استثنائية في التنظيم.

 

Loading...