حافظت فنلندا على لقب أسعد دولة في العالم للمرة الثامنة على التوالي، وفقًا لتقرير السعادة العالمي لعام 2024، الذي تصدره شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة. ويعتمد التقرير على مجموعة من العوامل تشمل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، ومستوى الدعم الاجتماعي، ومتوسط العمر المتوقع، وحرية اتخاذ القرارات، ومستوى الفساد، وجودة الحياة بشكل عام.
ويعود تفوق فنلندا في مؤشر السعادة إلى مجموعة من العوامل المتكاملة، أبرزها:
– نظام تعليمي قوي: تصنف فنلندا بين أفضل الدول في مجال التعليم، حيث تعتمد على نظام تعليمي مرن ومبتكر، يشجع الإبداع والتفكير النقدي.
– خدمات صحية متقدمة: توفر الدولة نظام رعاية صحية مجانيًا أو منخفض التكلفة، مما ينعكس على ارتفاع متوسط العمر المتوقع.
– اقتصاد مستقر ومتكامل: يضمن مستوى المعيشة المرتفع والعدالة الاجتماعية تحقيق توازن اقتصادي ينعكس إيجابيًا على المواطنين.
– قوة الروابط الاجتماعية: تتميز فنلندا بمستويات عالية من الثقة بين المواطنين والحكومة، إضافة إلى دعم اجتماعي قوي يعزز الاستقرار النفسي.
– ارتباط بالطبيعة: يساهم نمط الحياة الفنلندي، الذي يعتمد على التوازن بين العمل والراحة والاستمتاع بالطبيعة، في تعزيز الصحة النفسية.
في المقابل، لا تزال العديد من الدول تواجه صعوبات تعيق تحقيق مستويات عالية من السعادة، مثل التفاوت الاقتصادي، والتغيرات المناخية، والصراعات السياسية، مما يجعل التجربة الفنلندية نموذجًا جديرًا بالدراسة والاستفادة منه في تعزيز الرفاه الاجتماعي عالميًا.
ومع استمرار تصدر فنلندا لقائمة أسعد دول العالم، يبرز تساؤل مهم: هل يمكن لدول أخرى تبني سياسات مشابهة للوصول إلى مستويات متقدمة من السعادة؟ الإجابة تتطلب جهودًا متكاملة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لضمان تحقيق رفاهية مستدامة لمواطنيها.