جدل حول مسلسل رمضاني يعالج ظاهرة التغرير بالقاصرات

أثار مسلسل مغربي يُعرض على إحدى القنوات الوطنية خلال شهر رمضان جدلاً واسعاً بين المشاهدين والمتابعين للشأن الفني، وذلك بسبب معالجته لقضية التغرير بالقاصرات من طرف رجال كبار في السن وأثرياء، في ظل غياب الرقابة الأسرية. انقسمت الآراء بين مؤيد يرى في العمل الفني وسيلة للتوعية، ورافض يعتبره بوابة لفتح عيون القاصرات على سلوكيات قد لا يفكرن فيها من الأساس.

– وجهة النظر الرافضة: مخاوف من تأثير عكسي:

يرى معارضو عرض المسلسل في هذا التوقيت الحساس أن تناول موضوع حساس كالتغرير بالقاصرات قد يؤدي إلى نتائج عكسية، خصوصًا إذا لم يتم تقديمه بطريقة تراعي القيم الأخلاقية والضوابط المجتمعية. ويستند هؤلاء إلى مخاوف من أن بعض القاصرات قد يُفتنّ بأسلوب الحياة المرفّه الذي يُعرض على الشاشة، ما قد يدفعهن إلى البحث عن مثل هذه العلاقات بدافع الفضول أو التأثر السلبي.

كما يشدد هؤلاء على دور الأسرة والمدرسة في حماية القاصرات من هذه الظواهر، بدل التركيز على الإعلام كمصدر رئيسي للتوعية، مؤكدين أن نشر هذه المواضيع في قالب درامي قد يساهم في تطبيعها وجعلها تبدو مألوفة لدى الفتيات الصغيرات، بدلاً من التحذير منها.

– وجهة النظر المؤيدة: الفن وسيلة للتوعية والتثقيف:

في المقابل، يرى المدافعون عن المسلسل أن دوره الأساسي هو تسليط الضوء على ظاهرة موجودة في المجتمع المغربي، وأن التوعية بمخاطر التغرير بالقاصرات لا يجب أن تكون من المحرمات، بل يجب معالجتها بجرأة داخل الدراما المغربية.

ويؤكد هؤلاء أن التطرق لموضوع حساس مثل هذا يساعد الأسر على الانتباه أكثر إلى بناتهم، ويدفع القاصرات أنفسهن إلى الوعي بالمخاطر التي قد تواجههن عند التعامل مع أشخاص ذوي نفوذ مالي وسلطوي. كما يعتبرون أن الدراما ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل هي أداة فعالة لتسليط الضوء على قضايا اجتماعية يجب مناقشتها بدل تجاهلها.

– بين الرفض والتأييد: أين الخط الفاصل؟

بين هذين الموقفين، يبقى السؤال المطروح: هل يتم تقديم هذا الموضوع بطريقة مسؤولة تخدم التوعية، أم أن هناك خطرًا في تسليط الضوء عليه دون قيود واضحة؟ التحدي الحقيقي أمام صنّاع الدراما هو تحقيق التوازن بين الإبداع الفني والمسؤولية الاجتماعية، بحيث لا يتحول المحتوى إلى أداة تحريض غير مباشرة، بل يظل وسيلة لنقل رسالة تحذيرية هادفة تخدم المشاهدين من مختلف الفئات العمرية.

Loading...