في رحابٍ نورانيٍّ، حيث تُتلى آياتُ الذكر الحكيم، وحيث تنساب الكلماتُ عَذْباً من أفواه الحفَظَة المتقنين، التأمَ الحضورُ في مدرج الحاج امحمد اللبادي بمؤسسة La Ruche Des Sciences بتطوان، لاختتام فعاليات الدورة الخامسة من المسابقة الإقليمية لحفظ القرآن الكريم وتجويده، التي جرت تحت شعار “تَعَاهَدُوا هَذَا القُرْآن” في عرسٍ روحانيٍّ تُزَفُّ فيه البشائر للفائزين، ويُحتفى فيه بأهل القرآن، الذين هم أهلُ الله وخاصته.
وقد عرفت الأمسية الختامية حضور شخصيات علمية ودينية وازنة، في مقدمتها رئيس المجلس العلمي المحلي بتطوان، ورئيس المجلس العلمي المحلي بالمضيق-الفنيدق، والمندوب الإقليمي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وعميد كلية أصول الدين ونائبه، وممثل المديرية الإقليمية للتعليم، حيث اجتمعوا جميعاً احتفاءً بكوكبةٍ من الشباب الذين أناروا القلوب بآيات الذكر الحكيم، وأطربوا الأرواح بتلاوات نديةٍ تعرج بأهلها إلى مراتب العُلى.
تكريم أهل الفضل والعلم: الدكتور ادريس خليفة
عرف الحفل لحظةً وفاءٍ لأهل العلم، حيث تم تكريم العلامة الدكتور إدريس خليفة، في إشادةٍ بمسيرته العلمية المضيئة، وتثميناً لعطائه الدؤوب في خدمة الفكر الإسلامي، وتعليم الناشئة مبادئ الدين وعلومه.
إعلان الفائزين.. والقلوب تخشع لجلال القرآن
وفي أجواء من الترقب والفرح، أُعلن عن الفائزين في مختلف أصناف المسابقة، فجاءت النتائج كالتالي:
✅ **صِنف الحفظ:**
– **الرتبة الأولى:** إلياس السرحاني من إعدادية موسى بن نصير
– **الرتبة الثانية:** أويس المفتاحي من إعدادية الفقيه المرير
– **الرتبة الثالثة:** صفوان الزراد من إعدادية مولاي أحمد المنجرة
✅ **صِنف التجويد:**
– **الرتبة الأولى:** خديجة الفلالي من إعدادية أبو بكر الرازي
– **الرتبة الثانية:** أنس والشيخ من إعدادية مولاي أحمد المنجرة
– **الرتبة الثالثة:** يحيى أبلاط من إعدادية محمد الزرقطوني
كما تَمَّ الاحتفاءُ بجميع المتأهلين إلى المرحلة التأهيلية، وبأطرهم التربوية والإدارية، في لفتة عرفانٍ لدورهم في تأطير الناشئة وغرس حبِّ القرآن في نفوسهم، ضمن حفل دينيٍّ شجيٍّ اختتم بالدعاء الصالح، فرفع الجميع أكف الضراعة لله تعالى أن يحفظ أمير المؤمنين الملك محمد السادس، وأن يقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وأن يحفظ الأسرة الملكية الشريفة، ويمنحهم الصحة والعافية، ويعينهم على خدمة هذا الوطن العزيز.
كما رفعت أكف الدعاء للمرحوم الحاج امحمد اللبادي، صاحب المبادرة المباركة، أن يتغمده الله برحمته الواسعة، ويجعل عمله الصالح في ميزان حسناته، وأن يجزيه عن هذا الوطن خير الجزاء.
وهكذا، أسدل الستارُ على هذه المسابقة المباركة، التي جرت على مدى مراحلَ، بدايتها نور، ونهايتها بشرى، ووسطها أنفاس طاهرةٌ تصدح بكلام الله، وتُزهِرُ في قلوب أهلها هدايةً ونورًا.