سائقو حافلات تطوان يرفعون صرخة استغاثة لعامل الإقليم ورئيس الجماعة: رواتب هزيلة وظروف عمل مزرية تهدد جودة النقل الحضري

صدى تطوان- ربيع الرايس

وجه مستخدمو شركة “إيصال المدينة”، المفوض لها تدبير قطاع النقل الحضري بمدينة تطوان، شكاية مستعجلة إلى عامل إقليم تطوان ورئيس جماعة تطوان توصلت جريدة صدى تطوان بنسخة منها، يكشفون فيها عن جملة من الاختلالات والتجاوزات التي يعيشونها بشكل يومي، محذرين من تأثيرها البالغ على أوضاعهم المهنية والاجتماعية، فضلاً عن تهديد جودة الخدمة العمومية المقدمة لساكنة المدينة.

وعبر السائقون، في شكايتهم التي توصلت بها الجريدة، عن التزامهم الكامل بمسؤولياتهم المهنية، خاصة خلال الفترة الانتقالية التي ساهموا في إنجاحها، إلا أنهم يصطدمون بواقع مهني وصفوه بـ “المزر”، يتسم بغياب أبسط شروط الكرامة والعدالة.

أجور لا تكفي لسد الحاجيات الأساسية وتأخر في الأداء

في مقدمة مطالبهم، استنكر السائقون تدني الأجور التي يتقاضونها، مؤكدين أنها “لا تكفي لتغطية الحد الأدنى من متطلبات الحياة”، بل إنها “لا تحترم حتى الحد الأدنى القانوني للأجور”. وزاد من معاناتهم تأخر صرف الرواتب، حيث لم يتوصلوا بها إلا بعد عيد الفطر، ما حرمهم من فرحة العيد مع أسرهم، ليصدموا بعد ذلك بقيمتها “الضعيفة جدا”.

مطالب بالإدماج وإنهاء عقود المناولة:

طالب السائقون بإلغاء نظام العقود السنوية المؤقتة ونظام شركة المناولة، داعين إلى تمكينهم من عقود عمل مباشرة ودائمة مع الشركة المفوض لها تدبير القطاع، تحقيقا للأمن الوظيفي والاستقرار الاجتماعي.

تغطية صحية “وهمية” ومعاناة المرضى

أبدى المشتكون رفضهم القاطع لتأمين “أكسا”، مؤكدين أنه “لم يقدم أي فائدة تذكر” لزملائهم المرضى، بل تسبب في “معاناة حقيقية للبعض”. وكشفوا بأسى عن وفاة أحد زملائهم مؤخراً “نتيجة عدم قدرته على العلاج بسبب غياب التغطية الصحية وتردي وضعه المالي”، مطالبين بإعادة تفعيل نظام التغطية الصحية الأساسية (AMO).

حافلات متهالكة تهدد السلامة وغياب التعويض عن العمل الليلي

لم تتوقف شكاوى السائقين عند هذا الحد، بل تطرقت إلى الحالة المزرية للحافلات التي يعملون على متنها، مشيرين إلى أنها “تشتغل في ظروف تقنية خطيرة تهدد سلامتهم وسلامة الركاب”، بسبب “أعطاب متكررة وانعدام الإصلاح”، معبرين عن استيائهم من عدم تلقيهم “أي مكافات أو دعم” في ظل هذه الظروف الصعبة.

كما نددوا بتشغيل عدد من العمال ليلاً “من الساعة العاشرة ليلاً إلى السادسة صباحاً دون الاستفادة من التعويضات الخاصة بالعمل الليلي”، وهو ما يتعارض مع مدونة الشغل ويؤثر سلباً على صحتهم الجسدية والنفسية في ظل غياب أي مقابل مادي إضافي.

تهديدات بالطرد وتحميل المسؤولية للجهات العليا

الأكثر خطورة في شكاية السائقين، هو كشفهم عن قيام الشركة بـ “تهديدهم بالطرد المباشر في حالة مخاطبتهم للسلطات أو كشف هذه الحقائق”، مع قيام الشركة بـ “تلقي اللوم على السلطات المحلية والوزارة الوصية، مدعية أن الوضع الحالي ناتج عن أوامر من فوق”، وأنها “لا يمكنها تغيير أي شيء دون توجيهات من الجهات المفوضة”.

دعوة للتدخل العاجل وتفعيل انتخاب مندوبي العمال

وفي ختام شكايتهم، ناشد السائقون عامل إقليم تطوان ورئيس جماعة تطوان التدخل العاجل لرفع “الحيف” عنهم و”وضع حد لهذا الاستهتار بحقوقهم وكرامتهم”، واتخاذ الإجراءات المناسبة لإنصافهم وتحقيق مطالبهم “العادلة والمشروعة”.

وأكدوا أنهم “لا يسعون إلى خلق الفتنة أو الإضراب أو توقيف العمل”، معربين عن ثقتهم في تدخل السلطات لإيجاد حل لوضعيتهم، وتطلعهم للعمل في “بيئة حسنة تراعي المصالح الشخصية والعامة”.

كما طالبوا بتفعيل مسطرة انتخاب مندوبي العمال، لتسهيل التواصل بين المستخدمين والشركة والسلطة المفوضة.

وتأتي هذه الشكاية في ظل تزايد الحديث عن جودة خدمات النقل الحضري بمدينة تطوان، وتثير تساؤلات حول مدى احترام الشركة المفوض لها بالتزاماتها تجاه مستخدميها وحقوقهم الأساسية. ويبقى على السلطات المعنية التحرك العاجل للوقوف على حقيقة الأوضاع واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان حقوق هؤلاء العمال وتحسين جودة الخدمة المقدمة للمواطنين.

Loading...