الكرة التطوانية في حسرة

أنس الحسيسن

تلقت كرة القدم التطوانية من خلال المغرب التطواني  ضربة قاسية ومفاجئة إثر الهزيمة، التي تلقاها الفريق وعلى أرض ملعب سانية الرمل بثلاثية نظيفة أمام فريق شباب السوالم الحديث العهد بالقسم الأول، والذي لا يتوفر على الإمكانات، التي تمنح للمغرب التطواني، ومن أبرزها الدعم الجماهيري الكبير، الذي يحظى به هذا الفريق  في وقت يغيب ذلك عن عديد من الفرق والأنواع الرياضية الأخرى بالمدينة…

هزيمة 11 ماي كانت بعيدة حتى أن  أقرب المتشائمين كانوا لا يتوقعونها، خاصة وأن فريق شباب حد السوالم تراجعت نتائجه بشكل كبير في الدورات الأخيرة في المقابل تحسنت نتائج المغرب التطواني، و هذا ما أعطى إشارات على أنه يسير نحو ضمان مباراة السد، وهو الطموح، الذي كان يراود المتداخلين في اللعبة منذ دورات بعد الانطلاقة الخاطئة للمغرب للمغرب التطواني، وعدم تقديره لما ينتظره من محطات، لا سيما وأن البطولة الوطنية في هذه المواسم الأخيرة تعرف ضغطا كبيرا من جراء البرمجة، التي من دون شك  تتأثر بها كثير من الفرق، التي لا تقدر حسابات البطولة، ولا تستفيد من أخطائها المتكررة ..

ما وقع للمغرب التطواني بالأمس القريب، جعل البعض يتذكر آخر موسم نزل فيه الفريق إلى القسم الثاني حين عجز عن تحقيق نقطة واحدة من خلال ثماني دورات كانت ستكفيه للحفاظ على مقعده بالقسم الأول.

إن المستوى،الذي ظهر به اللاعبون في آخر مباراة لهم وعلى أرضية ملعب سانية الرمل دفعت البعض  في أن يتساءل  عن هذا الظهور الباهت، الذي كان ثمنه باهظا، وأدى بالفريق إلى النزول إلى القسم الثاني، و بالتالي فقدت المدينة اسما رياضيا يساهم بشكل أو بآخر في الترويج لها من خلال استفادة بعض القطاعات ، التي تخلق رواجا اقتصاديا من خلال مباريات البطولة الوطنية.

في تصريحه الأخير عن مباراة المغرب التطواني وشباب السوالم، قال جمال الدريدب كلاما كثيرا، ومما تحدث عنه أنه لا يمكن الجمع بين حسن النية وسوءها، وهو تصريح يكتنفه الغموض وما المقصود من ذلك على الرغم من أن جمال الدريدب،  أقر بممسؤوليته في هذه الخسارة، لكنها خسارة تزن موسما كاملا، وجهودا مختلفة  تبخرت في تسعين دقيقة، بحيث لم يقدرها  عدد من اللاعبين، الذين حملوا قميص الفريق في هذه المباراة وأمام آلاف الجماهير الداعمة لهم، بل إن بعض السلوكات،التي ظهرت في مباراة الجيش الملكي لأحد اللاعبين،وحتى في المباراة الأخيرة، تؤكد  أن حمل عمادة الفريق لا بد له من مواصفات متعددة، وهذا ما لا يستحضره عدد من اللاعبين، مما يحتم وجود طاقم له كاريزمية خاصة في هذه المناسبات…

الحسرة على ضياع نقطة لن تمر مرور الكرام، فكما قلنا، فإنها ارتبطت بمجهود السنة، كان سيفتح الطريق لممثل الكرة التطوانية في الدفاع عن حظوظه للبقاء في القسم الأول، وكان باستطاعته إنجاز ذلك.

حقيقة أن الحسرة لا تخص محبي هذا الفريق، وإنما جاءت حتى من متتبعي الكرة الوطنية، التي هي في حاجة أن يكون مشهدها معززا بفريق له تاريخ وشعبية كبيرة، لا تتوفر عليها كثير من الفرق التي تجرى مبارياتها أمام مدرجات فارغة، وهذا مظهر مخجل ومقزز، ونحن نسير نحو احتضان تظاهرتين كبيرتين مستقبلا.

على كل حال، الآن انتهت البطولة بالنسبة للمغرب التطواني، وبسقوطه للقسم الثاني تكون جهة طنجة-تطوان-الحسيمة قد فقدت إحدى جناحيها بعدما لم يستطع ممثل الكرة التطوانية بالبطولة الاحترافية للقسم الأول ضبط حساباته في تسعين دقيقة، وهو ما يتطلب ضخ دماء جديدة وفعالة على مستوى  التسيير والتدريب والإدارة، وهذا ليس بصعب المنال عن مدينة لها موقع و عشق خاص للكرة، ولها رجالاتها حتى يعود المغرب التطواني إلى مكانه الطبيعي، وفي ذلك مصلحة للرياضة بالمدينة و للكرة الوطنية، التي ستكبر خريطتها الكروية بفرق لها مرجعيات …

 

Loading...