عامل إقليم تطوان: رؤية شاملة لتنمية مستدامة ترتكز على الصحة والسياحة والصناعة التقليدية

صدى تطوان-ربيع الرايس

في إطار الدورة العادية لشهر يونيو الجاري للمجلس الإقليمي لتطوان، التي عقدت يوم الثلاثاء 10 يونيو الجاري بمقر عمالة إقليم تطوان، ألقى عبد الرزاق المنصوري، عامل الإقليم، كلمة توجيهية شاملة سلطت الضوء على الأولويات التنموية للمنطقة. وقد أشاد  العامل بالدينامية التي يشهدها المجلس الإقليمي، مثمنا البرامج والمشاريع التي تلامس الاحتياجات الأساسية للإقليم وتراعي خصوصياته.

تسريع وتيرة الخدمات الصحية استعدادًا للموسم الصيفي

في سياق الاستعدادات للموسم الصيفي، الذي يشهد توافدًا كثيفًا للمصطافين، شدد العامل على أهمية التسريع في تنفيذ الاتفاقيات المتعلقة بتجهيز المرافق الصحية المتنقلة. وأكد على ضرورة احترام الآجال المحددة وتوفير الموارد المالية الكافية لضمان جاهزية هذه التجهيزات مع بداية شهر يوليوز، مما يعكس حرصًا على توفير رعاية صحية ملائمة للجميع خلال هذه الفترة الحيوية.

استثمار الموسم الصيفي لتأهيل الشواطئ وتعزيز الاستدامة

لم يتوقف اهتمام العامل عند الجانب الصحي، بل امتد ليشمل قطاع السياحة. فقد دعا إلى استثمار الموسم الصيفي لإطلاق تصور جديد يهدف إلى تأهيل الشواطئ، مع التركيز على توسيع الاستفادة من برنامج “اللواء الأزرق”. واقترح في هذا الصدد إبرام شراكات مع مؤسسات راعية (sponsors) تتكفل بتدبير الشواطئ في إطار من الاستدامة البيئية، مستشهدا بالتجارب الناجحة لشركتي “أمانديس” و”لافارج” كنموذج يحتذى به. هذه المقاربة لا تهدف فقط إلى تحسين جودة الشواطئ، بل تسعى أيضًا إلى ترسيخ ثقافة المسؤولية البيئية.

صون الصناعة التقليدية: مقاربة شمولية لتمكين الحرفيين

وفي سياق حماية التراث المحلي، نوه  العامل بالجهود المبذولة لصون الحرف التقليدية المهددة بالاندثار. ودعا إلى تبني مقاربة شمولية تجمع بين التكوين والتشغيل وتحفيز الطلب على المنتوج التقليدي المحلي. كما شدد على ضرورة إدماج رموز الصناعة التقليدية في مشاريع البناء والتعمير، وتضمين دفاتر التحملات الخاصة بالصفقات العمومية مقتضيات تلزم بتوظيف الحرف التقليدية. هذه الخطوات من شأنها أن تسهم في صون الهوية المحلية وفي الوقت ذاته خلق فرص عمل للحرفيين، مما يعكس رؤية متكاملة لربط التراث بالتنمية الاقتصادية.

إحداث مراكز استشفائية متخصصة للأمراض النفسية والعقلية: ضرورة إنسانية وصحية

أولى العامل اهتماما خاصا لقطاع الصحة النفسية، مؤكدًا على أهمية إحداث مراكز استشفائية جهوية متخصصة في الأمراض النفسية والعقلية. وأشار إلى محدودية الطاقة الاستيعابية للمراكز الحالية، مما يستدعي إحداث مركز بمواصفات جهوية بمدينة تطوان، يتوفر على طاقم طبي كافٍ وبنية استقبال تستوعب عددًا أكبر من المرضى، مع تخصيص موارد مالية قارة لتدبيره. وشدد على أن العلاج حق مكفول لكل مريض، وأن نقل المرضى أو التخلي عنهم دون علاج يثير إشكاليات قانونية وأخلاقية تتطلب معالجة مؤسساتية عادلة، مما يؤكد التزامًا راسخًا بالبعد الإنساني في توفير الرعاية الصحية.

تطوان: دينامية اقتصادية وسياحية مستمرة على مدار السنة

اختتم العامل كلمته بالإشادة بالدينامية المستمرة التي يشهدها إقليم تطوان، والتي لم تعد موسمية بل أصبحت المدينة تشهد حركة اقتصادية وسياحية متواصلة على مدار السنة. هذا التطور يفرض الارتقاء بجودة الخدمات العمومية، لا سيما في قطاعي النقل والصحة. وأكد أن هذه المنجزات تعكس العناية الملكية السامية التي يوليها جلالة الملك محمد السادس لإقليم تطوان، من خلال المشاريع المنجزة أو التي هي في طور الإنجاز، والتي تترجم التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تحقيق تنمية مندمجة وشاملة لفائدة المواطنات والمواطنين.

 

Loading...