ربيع الرايس
مع اقتراب موسم الاصطياف، تتكشف فصول جديدة من الصراع على شواطئ عمالتي تطوان والمضيق الفنيدق، حيث باتت الورقة الانتخابية لبعض السياسيين مهددة بالضياع. لسنوات عديدة، دأب هؤلاء على منح رخص كراء المظلات والكراسي…لأنصارهم، كـ “صك” لضمان دعمهم في الحملات الانتخابية. هذا الواقع أدى إلى فوضى عارمة، استغلال عشوائي، وتضييق مستمر على الزوار والمصطافين، الذين لطالما عانوا من احتكار الشواطئ.
أمام هذا الوضع غير المقبول، تدخلت السلطات المحلية هذه السنة بشكل صارم لمنع كل مظاهر احتلال الشاطئ. هذا القرار، الذي يصب في مصلحة عموم المصطافين، وضع عددا من السياسيين في المنطقة في موقف محرج للغاية أمام أنصارهم، الذين كانوا يعولون على هذه الرخص كمصدر دخل.
عبارة “معندنا ما عدلولكم” أصبحت الرد الصريح الذي تلقاه الأنصار من داعميهم السياسيين، مما دفعهم إلى تنظيم وقفات احتجاجية في محاولة للضغط على السلطات، والتراجع عن قرارها. هذا التحول في المشهد يعكس صراعاً بين الممارسات الانتخابية القديمة التي كانت تستغل الموارد العمومية، وبين توجه جديد نحو تطبيق القانون واستعادة الفضاءات العامة للمواطنين. ويبدو أن “صكوك الدعم” الانتخابي لم تعد مجدية أمام الإرادة الحازمة للسلطات في فرض النظام.