أنس الحسيسن
قبل أيام انتهى الموسم الرياضي مع المباراة النهائية لكأس العرش، التي عرفت تتويج لأول مرة فريق أولمبيك آسفي، فيما هناك كثير من الفرق لا زالت تبحث عن لقبها الأول، كما هو حال المغرب التطواني، الذي خرج هذا الموسم بخفي حنين، وهو ينزل إلى القسم الثاني بعد أن أخطأ مع ضربة انطلاقة البطولة.
حقيقة عملية التدبير ليست بالأمر الهين، والمال ليس هو المعيار المحدد في خلق فريق تنافسي، يستجيب لطموحات الأنصار، وهذا ما رأيناه، ونحن نتابع مشاركة فريق الوداد البيضاوي في كأس العالم للأندية، التي تسير نحو معرفة الفائز بأول لقب من هذه النسخة، فمشاركة الفريق المغربي كانت باهتة، وظهرت بوادر ذلك مع التحضير لهذا العرس العالمي.
أعود للحديث عن المغرب التطواني، الذي قام باختيار مدير رياضي يرتب أوراقه التقنية، التي هي عماد نجاح أي فريق في أفق تكوين فريق يتنافس على العودة إلى قسمه الطبيعي، ألا وهو القسم الأول، وبعد هذا الاختيار بأيام قليلة، أسندت مهمة التدريب لخالد فوهامي، وهذه هي أولى خطوات يخرج بها من يسيرون الفريق لكن هذا يتطلب الاستفادة من دروس الموسم الماضي حين دخل الفريق موسمه الجديد باختيارات أدى ممثل الكرة التطوانية ثمنها باهظا.
الأيام المقبلة هي حاسمة في معرفة خيوط التخطيط والتدبير لدى المكتب المسير ما دام أن تواصله خافت، إن لم نقل منعدم، وهنا لا بد من إعادة الحديث عن دور المنخرط في تحريك المياه الجامدة، فإذا لم يقدم برلمان الفريق على التحرك وإبداء النقد البناء في عملية التسيير، فما الجدوى من هذه الآلية الرياضية في خلقها؟ وما دام الحديث عن المنخرطين، فلا بد من الإشادة بما عرفه الجمع العام للرجاء البيضاوي، وكيف كان التنافس بين ثلاث لوائح، تمكن من خلالها الرئيس الجديد للرجاء البيضاوي جواد الزيات من إقناع المنخرطين بمشروعه…هذا ما ينبغي أن تستفيد منه باقي الفرق، وإن كان من الصعب إسقاط منهج الرجاء على باقي الفرق الوطنية..
ما هو أكيد أن المغرب التطواني ، سيعقد جمعه العام مستقبلا وهي مناسبة للمنخرط في الارتقاء بمستوى النقاشات، التي ينبغي أن تسود بهدف تصحيح الاختلالات، التي وقع فيها الفريق على الرغم من أنه يحظى بدعم مهم من لدن عدة مؤسسات بالمدينة، و هو الممثل الأول لكرة القدم بالمدينة البطولة الاحترافية في ظل وجود فريق بالمدينة آخر حتى في بطولة الهواة رغم أن المدينة هي بحاجة لذلك.
المغرب التطواني قد يمنع من جديد من الانتدابات الصيفية، والسبب معروف هو عدم تمكنه من تجاوز المغرب التطواني يواجه ديونا ، وهي ديون لم يستطع مسيروه للمواسم الماضية والحالية الخروج منها، ولعمري هذا من أكبر المشاكل، التي يتخبط فيها الفريق على الرغم من أن بعض الأعضاء بالمكتب المسير، أمضوا سنوات طوال وهم في مسؤولية التسيير، وسيكونون على دراية تامة بكرة القدم المحلية والوطنية…
على كل حل الصمت، الذي يلازم المكتب المسير، ينتظر منه أن يتوج بمشروع عمل، يطرح على طاولة النقاش في الجمع العام القادم للفريق، وهذا ما سيشكل قفزة نوعية في تثبيت أسس متينة ستدفع المغرب التطواني من تجاوز الكبوات الأخيرة، التي عاشها في المواسم الأخيرة بعد أن أمضى مدة خمس عشرة سنة متتالية بالقسم الأول، وهي فترة شهدت عطاء يليق بتاريخ هذا الفريق العريق بالمدينة.
والحديث عن فترة المغرب التطواني الجميلة، ، تذكرنا باسم لاعب لامع ، حمل قميص الفريق، ولم يحمل غيره، ودعته الساحة الكروية مؤخرا، وهو اللاعب مصطفى الجبلي المعروف بمصطفى د رينكون، الذي كان يهابه الحراس، فرغم وجود حراس أقوياء إلا أن المرحوم مصطفى الجبلي كان أقوى منهم بقذفاته الجهنمية، مثل هؤلاء جاؤوا في وقت كانت الإمكانات المالية شحيحة، والمتابعات الإعلامية ضعيفة، وهو ما جعلهم يعيشون فترات من حياتهم عصيبة بعد نهاية مسارهم الكروي، حيث لم يوفوا حقهم في الدنيا ، وحتى حين يلبون نداء ربهم، يكون الغياب لا فتا، فرحمة الله على مصطفى الجبلي…