ربيع الرايس
أثار إعلان عضو المجلس الجماعي بجماعة السحتريين، عبد المجيد البقالي، على جدار صفحة “أخبار جماعة السحترين-تطوان” بموقع فيسبوك، حول تخفيض سعر الاشتراك في خدمة النقل المدرسي بجماعة السحتريين بإقليم تطوان، جدلاً واسعا وتساؤلات حول دوافع هذه المبادرة. ففي الوقت الذي اعتبر فيه البعض هذا التخفيض خطوة إيجابية تصب في مصلحة التلاميذ وأولياء أمورهم، رأى آخرون أنه تحويل لملف إلى ورقة انتخابية.
وتشير التدوينة التي نشرها العضو الجماعي إلى قرار رئيس الجماعة بتخفيض رسوم الاشتراك إلى 50 درهما للدواوير القريبة و80 درهما للدواوير البعيدة. وقد نالت هذه المبادرة استحسان الكثيرين، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تواجهها الأسر، حيث يمثل النقل المدرسي عبئا ماليًا إضافيا. إلا أن توقيت الإعلان وطريقة الترويج له، عبر صفحة شخصية لعضو بالمجلس، فتح الباب أمام العديد من التأويلات.
ويطرح هذا الوضع تساؤلات جدية حول أخلاقيات العمل السياسي والانتخابي، ومدى الفصل بين المسؤولية الاجتماعية والتحركات التي تسبق الاستحقاقات. فهل يتم استغلال حاجة المواطنين للخدمات الأساسية لكسب الولاءات السياسية؟ وهل تخدم هذه الممارسات المصلحة العامة حقًا أم أنها مجرد حسابات ضيقة تهدف إلى تحقيق مكاسب انتخابية؟
وفي خضم هذه التساؤلات، يبقى ملف النقل المدرسي قضية محورية. فبصرف النظر عن الأبعاد السياسية، يجب أن يتم التعامل معه كحق أساسي للتلاميذ، يضمن لهم استمرارية تعليمهم في ظروف آمنة ومريحة. والمأمول هو أن تظل هذه الخدمة بعيدة عن التجاذبات السياسية، وأن يتم تطويرها وتحسينها لتلبي احتياجات جميع التلاميذ دون تمييز أو استغلال.








