“مونادا” قديمة تنعش أرباح أشهر شركة للبيرة في المغرب
تسويات محاسبية وإحياء "لاسيكون" وراء انتعاش النتائج نصف السنوية لشركة "براسري المغرب"
أفادت شركة مشروبات المغرب في تقريرها المالي الخاص بالنصف الأول من سنة 2025 أنها سجلت ارتفاعاً في رقم معاملاتها الموحد ليصل إلى 1,18 مليار درهم، بزيادة نسبتها 5,8 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2024.
وأوضحت الشركة أن هذا التطور يعكس دينامية تجارية في سوق يتسم بحدة المنافسة وضغط متزايد على المبيعات.
وحسب المعطيات التي كشفت عنها الشركة، فقد ساهمت إعادة تسويق علامة “لاسيكون” للمشروبات الغازية في تنشيط المبيعات، إلى جانب تعزيز العلامات المحلية للجعة مثل “سبيسيال غولد” و”كازابلانكا”، وإطلاق بيرة “كارلسبرغ” التي بدأت في الإنتاج محلياً منذ أبريل الماضي.
ووفق التقرير ذاته، بلغ رقم النتيجة التشغيلية 137,2 مليون درهم، بزيادة 15,6 في المائة، مدفوعاً بتحسن هامش الربح الإجمالي وارتفاع حجم المبيعات خصوصاً في فئة الجعة. أما النتيجة الصافية فقد استقرت عند 87,3 مليون درهم، مسجلة نمواً نسبته 16,7 في المائة.
لكن الشركة لفتت في بلاغها إلى أن هذه النتائج الإيجابية لا تخلو من عوامل استثنائية، إذ أوضحت أن جزءاً من الارتفاع يعود إلى عملية تسوية حسابات مع الزبائن والموردين، وهو ما انعكس بأثر مالي صافٍ يقدر بـ 29,7 مليون درهم على الأرباح المعلنة. وشددت على أن هذا المعطى “الظرفي” يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار عند تقييم الأداء الحقيقي للنصف الأول من السنة.
وفي ما يتعلق بآفاقها، أكدت مشروبات المغرب أنها ستواصل تنفيذ استراتيجيتها الهادفة إلى تعزيز محفظة علاماتها، وتوسيع توزيع “كارلسبرغ” على المستوى الوطني، فضلاً عن استثمار أحداث رياضية كبرى مثل كأس أمم إفريقيا 2025 في حملاتها التسويقية. كما أشارت إلى استمرارها في تحسين الكفاءة الصناعية واللوجستية وتقليص الأثر البيئي لأنشطتها.
ويشار إلى أن شركة براسري المغرب تأسست سنة 1919 قبل أن تتحول لاحقاً إلى مشروبات المغرب، وقد أدرجت أسهمها في بورصة الدار البيضاء منذ 1943، لتصبح مع مرور العقود من أبرز الفاعلين في قطاع المشروبات بالمملكة. توسعت أنشطتها إلى المياه المعدنية والخمور، وعرفت مساراً متقلباً في الملكية انتهى بانتقالها في 2003 إلى المجموعة الفرنسية Castel التي لا تزال تسيطر على غالبية رأسمالها.
وتشير بيانات بورصة الدار البيضاء إلى أن مجموعة Castel، عبر ذراعها الاستثماري MDI، تستحوذ على حوالي 69,3 في المائة من رأسمال الشركة، فيما يملك الصندوق المهني المغربي للتقاعد (CIMR) قرابة 11,5 في المائة، بينما تحتفظ Heineken International بحصة صغيرة في حدود 2,2 في المائة.
وعلى الرغم من هذا الامتداد التاريخي الطويل وهذا الحضور القوي في البورصة، تظل الشركة مطالَبة اليوم بإثبات أن أرباحها ليست مجرد نتيجة لإحياء علامات قديمة أو لتسويات محاسبية ظرفية، بل ثمرة نمو حقيقي ومستدام في سوق تتسم بتنافسية عالية وضغوط اجتماعية واقتصادية متزايدة.