سوء الأحوال الجوية يدفع بالعشرات لمحاولة جماعية للتسلل لسبتة المحتلة

ليلة الجمعة والساعات الأولى لصباح يومه السبت، شهدت سواحل الفنيدق محاولة جماعية جديدة للهجرة نحو سبتة المحتلة، مستغلين سوء الأحوال الجوية وارتفاع الأمواج. العشرات من القاصرين والمهاجرين السريين، بينهم مغاربة وآخرون جزائريون ومن دول جنوب الصحراء، ألقوا بأنفسهم في البحر في محاولة محفوفة بالمخاطر للعبور من الفنيدق لسبتة المحتلة سباحة، ما استنفر وحدات الإنقاذ التابعة للبحرية الملكية وخفر السواحل الإسباني.

ورغم التحذيرات المتكررة من خطورة هذه المحاولات، فإن سوء الطقس لم يثن هؤلاء المهاجرين عن المغامرة بحياتهم، في مشهد بات يتكرر وتوثقه الكاميرات كل أسبوع تقريباً على شاطئ الفنيدق. وقد واجهت عناصر الإنقاذ صعوبات كبيرة بسبب الرياح القوية وضعف الرؤية، فيما تم انتشال عدد من المهاجرين الذين كادوا أن يغرقوا وسط الأمواج العاتية، من طرف سلطات الفنيدق والثغر المحتل.

هذه المحاولة الجماعية الجديدة تؤكد تزايد الضغط البشري على المنطقة، وتحول الهجرة غير النظامية إلى ظاهرة دائمة وليست ظرفية. فالمهاجرون، بمن فيهم قاصرون، باتوا يتحينون الفرص ليلاً لتنفيذ محاولاتهم الجماعية، مستغلين انشغال الدوريات البحرية بالأحوال الجوية أو بالدعوات لاختراق السياجات التي انتشرت مؤخرا على مواقع التواصل من جديد.

وتشير مصادر محلية إلى أن هذه المحاولات تنظمها شبكات متخصصة في تهريب البشر، تستغل حالة اليأس لدى المهاجرين والظروف المعيشية القاسية التي يعيشونها في محيط الفنيدق. وتزداد الخطورة مع انخراط قاصرين في هذه المغامرات، دون أي وعي بحجم المخاطر التي تنتظرهم في عرض البحر.

السلطات المغربية والإسبانية من جهتها كثفت من عمليات المراقبة البحرية، لكن الظاهرة تواصل تمددها بفعل غياب حلول واقعية لمعالجة جذور الأزمة. ومع استمرار هذه المحاولات الجماعية، يبدو أن سواحل الفنيدق أصبحت بؤرة ضغط إنساني حقيقي، تنذر بمآسٍ جديدة ما لم يتم التحرك العاجل لتطويقها.

Loading...