الجزيرة الخضراء تسدل الستار على مؤتمر صحفيي الضفتين… نحو إعلام مهني عابر للحدود

صدى تطوان-حنان الخميسي

 

اختتم يوم الأحد بمدينة الجزيرة الخضراء الإسبانية (Algeciras)، مؤتمر صحفيي الضفتين، المنظم تحت شعار:كأس العالم 2030: ثلاث دول، تاريخ مشترك واحد إسبانيا، المغرب، البرتغال،بمبادرة من الجمعية المغربية للصحافة وجمعية الصحافة بمنطقة جبل طارق (Campo de Gibraltar)، وبمشاركة نخبة من الصحفيين والإعلاميين من المغرب وإسبانيا، يمثلون مختلف المنابر الورقية والسمعية والبصرية والرقمية.

 

انطلقت فعاليات المؤتمر يوم الخميس بمدينة هويلفا، حيث شملت الجلسة الافتتاحية كلمات لعدد من المسؤولين المحليين والإقليميين الإسبان، قبل أن تتوالى الندوات والنقاشات التي تناولت التحديات والفرص التي تتيحها استضافة مونديال 2030 المشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال.

على مدى أربعة أيام، تحول هذا اللقاء إلى منصة فكرية ومهنية، جمعت صحفيين من ضفتي المتوسط لتدارس سبل التعاون الإعلامي، وتبادل الخبرات، وبحث الدور الذي يمكن أن يلعبه الإعلام في إبراز الوجه الإنساني والثقافي للحدث الرياضي العالمي. حيث أجمع المتدخلون على أن قوة القلم وعدسة الكاميرا يمكن أن تغير مجرى الأحداث، شريطة أن تستخدم بمسؤولية ومهنية. فالإعلام، كما أكد المتحدثون، ليس سلاحا حين يكون نزيها، لكنه قد يتحول إلى أداة تشويه حين يستغل خارج سياقه الأخلاقي.وشدد المشاركون على ضرورة تعزيز التكوين الصحفي، ومحاربة الصحافة غير المهنية التي تسيء إلى صورة البلدان أكثر مما تخدمها.

لم يكن المؤتمر مجرد لقاء مهني، بل تخللته زيارات إلى ميناء هويلفا، منجم ريوتينتو، ومتحف كولومبوس، مما أتاح للوفود المغربية والإسبانية فرصة التعرف عن قرب على تاريخ الأندلس وثقافتها، في تجربة إنسانية تجسد فعليا شعار الصحافة جسر بين الحضارات.

وهكذا أُسدل الستار يوم الأحد بمدينة الجزيرة الخضراء على فعاليات المؤتمر بتوزيع الشهادات وتقديم الخلاصات النهائية، حيث اتفق المشاركون على أن الرهان اليوم يقع على بناء إعلام مهني ومسؤول قادر على مواكبة التحولات المرتقبة، خصوصا مع اقتراب موعد مونديال 2030.

Loading...