ربيع الرايس
شُيعت عصر يوم أمس الخميس 21 نونبر الجاري إلى مثواها الأخير بمقبرة القلاليين بتطوان، جنازة المرحوم الصديق العزيز محمد بنحمو، عضو المجلس الوطني السابق لحزب الاستقلال والمسؤول السابق بمنظمة الكشاف المغربي والقيادي البارز في شبيبته بتطوان. لقد كرس الفقيد حياته للعمل الكشفي والسياسي داخل صفوف حزب الميزان لأزيد من 35 عاما، ظل خلالها مرتبطا بمبادئه إلى آخر رمق، وعُرف بإسهاماته الجليلة في التأطير التربوي وجمعيات المجتمع المدني.
لكن، بدا لافتا في جنازة الفقيد غياب الاستقلاليين الذين جاورهم لأكثر من ثلاثة عقود؛ إذ تنكروا له ولتضحياته، فخذلوه مرات وهو حي يرزق، وكرروا خذلانهم مرة أخيرة عند مغادرته دنيا الناس، حيث لم يكلفوا أنفسهم عناء تقديم التعزية أو حضور وداعه. فيا لقسوة الأقدار، ويا لخذلان السياسيين لمن جاورهم بالأمس القريب من المناضلين الأوفياء.
وباستثناء بعض الوجوه ممن غادروا “حزب سيدي علال” ، والذين حضروا الجنازة وفاء للعهد، إلى جانب من عملوا معه في الجماعة أو قطاع الشباب؛ سُجل في المقابل حضور لافت لمنتخبين عن حزب الأصالة والمعاصرة، يتقدمهم محمد سعيد حجاج نائب رئيس المجلس الإقليمي، وأنس عدة المستشار بجماعة تطوان، إضافة إلى الكاتبين الإقليميين للاتحاد العام للشغالين بالمغرب والفيدرالية الديمقراطية للشغل بالمضيق الفنيدق وفعاليات جمعوية وتربوية عديدة.
إن هذه السلوكيات التي تتنكر فيها الأحزاب – وفي مقدمتها حزب الاستقلال – لأبنائها ومناضليها الذين أفنوا زهرة شبابهم في الدفاع عن مبادئها وبذلوا الغالي والنفيس في سبيلها، تؤكد أن الخذلان أصبح “العملة الموحدة” بين المركز العام بالرباط والمركز المحلي بشارع معركة أنوال بتطوان.
المرحوم محمد بنحمو لا يحتاج شهادتكم ولا تزكيتكم ليثبت أنه استقلالي قح وأصيل؛ فالجميع أدرك اليوم حقيقة تنكركم لمناضليكم ولابنكم البار الذي ناضل في صفوف الحزب قبل وفودكم إليه بسنوات طوال.
”نم قرير العين في جنة الخلد بإذن الله أيها القائد حمو”، كما كان يحلو لزملائه في منظمة الكشاف المغربي مناداته.
إنا لله وإنا إليه راجعون







