ساكنة الزيتون تنتظر الرد العملي بعد نداء ”الابتهال” من نائب الرئيس!

صدى تطوان

​لقد تابعنا جميعا بتقدير كبير تعليق السيد حميد الراضي المدني، نائب رئيس جماعة الزيتون بإقليم تطوان، الذي جاء ردا على الصور الموثقة لـ “مخلفات الأمطار بمنطقة بني صالح”. حيث اكتفى السيد المدني بالقول: “الحمدُ لله على نعمةِ الأمطار، اللهم اجعلها أمطارَ خيرٍ وبركة، نافعـةً غيرَ ضارّة، وأحيِ بها الأرضَ والعباد.”

​لا يختلف اثنان حول قيمة الدعاء والابتهال لله بأن تكون هذه الأمطار مصدر خير ورزق. فكل فرد من ساكنة جماعة الزيتون، على اختلاف مشاربهم، يرفع الأكف لله بنفس هذه الأدعية الصادقة.

​لكن، وفي خضم الأضرار التي أظهرتها الصور، وفي ظل ما يعيشه المواطنون من تحديات حقيقية بسبب “اضطراب جوي” متوقع ومتكرر، لم يكن هذا هو الرد المؤسساتي الذي تنتظره الساكنة من ممثلها داخل المجلس الجماعي.

​ المطلوب: من “الخير والبركة” إلى “التدخل والمسؤولية”

​إن دور المنتخب الجماعي يتجاوز تلاوة الأدعية إلى التخطيط، التنفيذ، والاستجابة الفورية. حين تداهم الأمطار القوية المنطقة، ويجد المواطنون أنفسهم محاصرين بالطين والسيول ومخلفات تضر بممتلكاتهم وبنيتهم التحتية الهشة، يصبح السؤال الجوهري والمباشر:

​ما هي التدخلات العاجلة التي قامت بها الجماعة فور تلقي الإشعارات؟

​ما هي الإمكانيات اللوجستية والبشرية التي سخرتها الجماعة للتعامل مع هذه الحالة؟ هل هناك جرافات، شاحنات، فرق تدخل ميدانية؟ وأين تم توجيهها تحديداً؟

​ما هي خطة الجماعة الاستباقية لتنظيف قنوات الصرف والوديان والمجاري المائية بشكل دوري لضمان أن تكون الأمطار بالفعل “نافعـةً غيرَ ضارّة”؟

​إن الساكنة لا تجهل فضل الدعاء، لكنها تنتظر من نائب الرئيس ومجلس الجماعة تفاصيل الخطة العملية، حجم الميزانية المرصودة للطوارئ، ودروس المستفادة من كل موجة أمطار لتجنب تكرار الأضرار.

​نتمنى على السيد المدني أن يكون رده القادم بيانا تفصيليا للتدخلات والإجراءات المتخذة، فهذا هو الدليل الحقيقي على إحياء الأرض والعباد، عمليًا ومؤسساتيًا.

Loading...