علاء الفردوسي… حين ترسم الأنامل عوالمها الخاصة

د. نزار الدكار – متابعة
يبرز الشاب علاء الفردوسي ابن مدينة تطوان كأحد الوجوه الفنية اللافتة ضمن المعرض الجماعي «عوالم حالمة»، المنظم بالمركز الثقافي إكليل بتطوان، حيث استطاع أن يقدم تجربة تشكيلية صادقة تنبع من عمق الإحساس وثراء الخيال، وتتجاوز حدود القالب التقليدي للرسم.

علاء، وهو شاب في ريعان شبابه، وجد في الفن التشكيلي وفن التصوير فضاء رحبا للتعبير عن ذاته ومشاعره ورؤيته الخاصة للعالم. فمنذ سنواته الأولى، ارتبط بالرسم بوصفه شغفا يوميا ووسيلة للتواصل مع المحيط، مستعينا بالألوان والخطوط لبناء عوالم نابضة بالحياة، تتقاطع فيها البراءة مع الجرأة، والبساطة مع العمق الدلالي.
وإلى جانب تألقه الفني، حقق علاء الفردوسي إنجازا دراسيا مهما، حيث حاز مؤخرا على شهادة البكالوريا بميزة مستحسن من مؤسسة La Ruche Des Sciences، في محطة تؤكد توازن مساره بين الإبداع الفني والتحصيل الأكاديمي. وقد تُوج هذا المسار بقبوله رسميًا لمتابعة دراسته العليا بمعهد الفنون الجميلة بتطوان، في خطوة نوعية تفتح أمامه آفاقا أوسع لصقل موهبته وتطوير أدواته التشكيلية.

كما حظيت تجربة علاء باهتمام إعلامي لافت، تُوج باستضافته من طرف برنامج “رشيد شو” بالقناة الثانية، حيث شكل حضوره مناسبة لتسليط الضوء على مساره الفني والدراسي.
ولا يمكن قراءة تجربة علاء الفردوسي بمعزل عن بعدها الإنساني، إذ يقدّم نموذجا ملهما لشباب في وضعية إعاقة، استطاعوا أن يفرضوا حضورهم عبر الإبداع، ويؤكدوا أن الفن لا يعترف بالحدود، بل يحتفي بالاختلاف ويحوله إلى قيمة جمالية مضافة.

وتظل تطوان، مدينة الفن والروح، تفخر بأبنائها المبدعين، ومن بينهم علاء الفردوسي، الذي يؤكد أن الحلم حين يقترن بالإرادة يصبح إنجازا، وأن الفن يظل أحد أنبل الوجوه التي تعبر بها المدينة عن إنسانيتها وإشعاعها الثقافي.

Loading...