في غمرة الأجواء الرماضية العطرة المفعمة بالحب والرحمة والمغفرة نظمت جمعية “درر للتنمية والثقافة” يوم السبت 19 رمضان 1440 موافق 25 ماي 2019 ثاني حلقة صوفية رمضانية بمقر إقامة الحاج عبد اللطيف الموفق وحرمه الشريفة للاوفاء الوزاني، وقد تفضل الدكتور “أحمد الفراك” أستاذ بكلية أصول الدين بتطوان والطالبة الباحثة “فاطمة السملالي” بتأطير هذه الحلقة الممتعة، وتكفل الأستاذ الباحث “عبد الإله حبيبي” بتنسيق فقرات الحلقة.
وقدم الأستاذ ” الفراك ” عرضا دقيقا مضبوطا خصصه للحديث عن شيخ الصوفية الكبريت الأحمر “محيى الدين بن عربي”، وركز المحاضر في عرضه على دفع الشبهات التي تم إلصاقها ظلما بشيخ الصوفية ” ابن عربي” وخصوصا فيما يتعلق بمفهوم “وحدة الوجود”، حيث بين الباحث بأن المناوئين اعتبروا وحدة الوجود من قبيل الوحدة التي تؤدي إلى حلول اللاهوت في الناسوت، بينما العكس هو الصحيح فإن وحدة الوجود هي عين وحدانية الله تعالى وأحاديته، ولا يتصور عقلا حلول الله في الإنسان، وأكد الباحث على أن الشيخ الصوفي الكبير ينكر تمام الإنكار مفهوم الحلول ومفهوم الاتحاد وذلك بصريح العبارة، ثم تحدث الباحث ” الفراك ” عن لغة الشيخ الصوفي الكبير واعتبرها من أنواع اللغات الإشارية التي تتضمن كثيرا من الرموز والإشارات المبنية على أسس الكشف والمجاهدة، واعتبر الأستاذ أن لغة ” محيى الدين بن عربي ” صعبة جدا على الفهم والاستيعاب، لأنها في الأصل موجهة لخاصة الخاصة، وأكد على ضرورة التحلي بالصبر وطول النفس من أجل التعود على لغة ” ابن عربي ” ونصوصه المغرقة في الروحانيات والإشارات، ثم عرج الأستاذ ” الفراك ” على كتاب شيخ الصوفية الكبير “فصوص الحكم” فخصه بتوضيح وشرح وبيان ثم أنهى عرضه الشيق. أخذت الطالبة الباحثة “فاطمة السملالي” الكلمة حيث عملت على تقديم قراءة تطبيقية لواحد من فصوص الحكم كتاب “ابن عربي” المذكور، وقد كانت موفقة للغاية في تقديمها للفص من الكتاب المتعلق بنبي الله شعيب، وقد أمتعت الحاضرين بمقامات وأحوال الكبريت الأحمر ” ابن عربي ” وهو يشرح في كتابه أحوال النبي شعيب مع قومه ومجايليه مع التركيز على عمق الصلة التي تربط بين النبي والحضرة الربانية. بعد ذلك فتح منسق الجلسة الأستاذ “حبيبي” باب التقاسم والمشاركة حيث تدخل الأستاذ “خالد البقالي القاسمي”، والأستاذ “طرمش”، والأستاذ “حفيظ هروس”، والأستاذ “الإدريسي”، والأستاذ الروائي ” البشير الدامون”، وصاحبة الدار الأستاذة الشريفة “للاوفاء الوزاني”، وجاءت تدخلات الأساتذة متناغمة مع العرضين حيث أضافت كثيرا من المتعة والإضافة.
وأخيرا أعلن منسق الجلسة نهاية الحلقة التصوفية مع تقديم الشكر والتقدير للجميع وخصوصا لصاحب وصاحبة الدار على سعة صدرهما ونبلهما وكرمهما.