اختتمت دار الشعر بتطوان موسمها الشعري بأمسية “الأطلال” في موقع ليكسوس الأثري، مساء يوم الأحد رابع غشت الجاري. وهو الموقع الذي يشهد مشروع تهيئة وتثمين شامل ومندمج، أطلقته وزارة الثقافة والاتصال، بحر هذه السنة، ويستمر إلى غاية 2021.
“الأطلال: قراءات شعرية في مواقع أثرية” أمسية شعرية استثنائية احتضنتها ليكسوس، أقدم مدينة في تاريخ المغرب، وحضرها عشاق وأصدقاء دار الشعر، قادمين من تطوان والعرائش، يحملهم نهر اللوكوس إلى فضاء المسرح الروماني الكبير، الذي احتضن هذه التظاهرة الشعرية الكبرى، وهي تسدل الستار على سنة من العناية بالشعر والشعراء، في ضيافة دار الشعر بتطوان، التي أُحدثت بناء على مذكرة تفاهم بين وزارة الثقافة والاتصال في المغرب ودائرة الثقافة في حكومة الشارقة. بينما جاءت هذه الأمسية تتويجا لتظاهرة بحور الشعر، التي أقامتها دار الشعر بتطوان، بشراكة مع المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة والجماعة الترابية للعرائش والمركز الثقافي بالمدينة، وبتنسيق مع بيت الشعر في المغرب. وشهدت “بحور الشعر” إقامة مكتبة شاطئية في فضاء “الشرفة الأطلسية”، التي تطل منها العرائش على الضفة الأطلسية، وهي الشرفة التي احتضنت أمسية الافتتاح، إلى جانب ورشات في الحكي والتشكيل، ومسابقة في إلقاء الشعر، تنافس المشاركون فيها على “جائرة محسن أخريف”، ابن مدينة العرائش.
واستهل الشاعر نجيب خداري واقعة ليكسوس الشعرية، مؤكدا في حضرة النهر العظيم انتسابَه للماء، وهو يردد: “أتحدر/ مثل ماء على جسد/ أو جسد على جسد./ ويلفني، والشجرَ، الحفيفْ”. وهو لا يزال يجري مثل النهر، حين يضيف: “لاهثا../ أجري،/ وأجري../ عساني ألحق غيمتين/ توشكان على الاشتباك”. بينما أكد مخلص الصغير، مدير دار الشعر بتطوان، أن نجيب خذاري، “هو أحد مكتشفي الأصوات الشعرية المغربية منذ الثمانينيات، قبل أن يشغل مهمة رئيس لبيت الشعر في المغرب، وهو لا يزال يتعهد التجارب الشعرية الجديدة، مراهنا على المستقبل، كما يليق بشاعر حقيقي”.
أما الشاعرة سامية الصيباري، وهي تقف على أطلال مدينتها العرائش، وتنحدر من أسرة شعرية مرموقة، فقد اختارت الحديث عن بقايا وشم يلوح في ظاهر اليد، بينما “الشامات الثلاث البنيات الواضحات/ علامات خجل صغرى/ كلما تقدم بي العمرُ تَوَسَّعَتْ…”.
وتفاعل جمهور دار الشعر بتطوان مع عروض موسيقية وفنية من إبداع ثلاثي ليكسوس، قبل أن يشارك الشاعر محمد بنقدور الوهراني بقصيدة “وصية النهر”، وهو يخاطبنا مرددا: “لكي تتهجى وصية النهر/ بح لنفسك بما صنعت يداك”، مواصلا البوح المديد بمشاعره تجاه نهر اللوكوس وفضته.
وتوافد العشرات من ساكنة العرائش إلى موقع ليكسوس الأثري، ومثلهم من أصدقاء دار الشعر القادمين من مدينة تطوان، لحضور لقاء “الأطلال”، في حفل اختتام موسم شعري زاخر، شهد تنظيم إحدى وثمانين تظاهرة شعرية، بحضور أزيد من 400 مشارك، وآلاف الحاضرات والحاضرين الذين يتابعون برامج وفعاليات دار الشعر بتطوان.
دار الشعر