بقلم ؛ لحسن العسبي
قد تكون في العنوان أعلاه صيغة مبالغة، لكنها مبالغة مطلوبة ومتعمدة. لأن الموضوع الذي سأتحدث عنه هنا، يقدم لنا الدليل على أن الثروة التي لا نزال نتوفر عليها مغربيا، كامنة في العنصر البشري، وفي إرادته ل “التحدي” و “التفوق” و “فرض الذات”، تأسيسا على الكفاءة.
الأمر (المفرح جدا جدا) وما فيه، هو أن فريقا طبيا مغربيا شابا، يتكون من طلبة من كليات الطب المغربية العمومية (من كلية الطب بوجدة بالمغرب الشرقي) هم:
– أميمة الدمناتي
– فاطمة أمخو
– أمين الدريوش
– إدريس بنعلي
احتلوا المركز الأول ضمن المسابقة الدولية للمحاكاة الطبية، التي تنظمها “الجمعية الأروبية للمحاكاة الطبية”، المنظمة هذه السنة (2019) بجمهورية التشيك. ولقد فاز الفريق المغربي أمام سبع فرق عالمية هي فرق الدول التالية:
– التشيك
– إنجلترا
– إيرلندة
– فرنسا
– بلجيكا
– لاتفيا
– البرازيل
جمعت مباراة نصف النهاية الأولى بين المغرب وإنجلترا، انتهت بفوز الفريق الطبي المغربي، ليلتقوا في النهاية مع الفريق الفرنسي، الذي انتصروا عليه بكفاءتهم العلمية والمهنية. (تجدر الإشارة كما نبهني عدد من الأصدقاء أن باقي الفرق مكونة من أطباء ممارسين بينما الفريق المغربي من طلبة فقط).
يا له من اعتزاز وفرح.. ويا له من قلق سؤال أيضا، ينغص على هذا الفرح الكبير، المتمثل في السؤال الوقح الذي يطل علي برأسه متحديا:
“هل سيبقى هؤلاء الأبطال غدا قريب أو بعيد في المغرب؟ أم ستقتنصهم دول توفر لهم إمكانيات العمل والكرامة الإجتماعية والمهنية، أكثر بكثير مما تظن عليهم به جغرافية البلاد؟”.
جديا، أتشبث الآن بالفرح، وأتشبث أكثر بالأمل. لأنه لابد فعليا وقدريا من تفاؤل الإرادة أمام يأس الواقع.