نزيف يهدد الصحة بالموت .. الأخصائي في التخدير والإنعاش بمستشفى سانية الرمل بتطوان يستقيل

وأعلن الدكتور سعيد العباري عن استقالته الى وزير الصحة ” نظرا للأوضاع الكارثية التي يعيشها قطاع الصحة، والتي لا تستجيب للشروط العلمية المعمول بها دوليا، كما أنها لا ترقى إلى طموحات وتطلعات المواطنين لضمان حقهم في العلاج كحق دستوري تكفله جميع المواثيق الدولية، فضلا عن غياب الحوار الاجتماعي من قبل المسؤولين” جاء فيها :

هذا طلب استقالتي الثاني و هادي أكثر من شهر وأنا مقدم الإستقالة ديالي لوزارة الصحة بعد أن أتممت عقد عملي معها المتمثل في 8سنوات وأنا قد قضيت 10 سنوات في المستشفى العمومي كطبيب إختصاصي في الإنعاش والتخدير و17 سنة كطبيب موظف في وزارة الصحة…17 سنة قتلو فيها كل ما هو جميل فينا كل أحلامنا كل رغباتنا بالدفع بصحة أبناء جلدتنا للأمام…. قتلو فينا الرغبة فالتعلم والترقي… قتلو فينا الرغبة فيتعليم أبناء بلدنا… قتلو فينا كل حاجة زوينة فنظومة فاسدة… وماتگواوش لي ماكاينينش الفلوس فالبلاد… الأموال الطائلة يتم اختلاسها في الصفقات العمومية ديال وزارة الصحة.. الزبابل ديال الفلوس كتخسر على جامعة كرة القدم. ونظرا لإنعدام الشروط الإنسانية للعمل والشروط العلمية لتقديم خدمة طبية تليق بالمريض المغربي هادي شهر ونص والوزارة الوصية لم تكلف نفسها الرد على مراسلتي…حيث يتم التعامل مع مراسلاتنا للإدارة بالإستخفاف واللامبالاة…. وا عباد الله المجرم كيتحكم بالحبس ثماني سنوات وكيقدر يخرج قبل الوقت بعفو ملكي أو لحسن السيرة والسلوك… ألم يئن الأوان أن يتم الإفراج علي من جحيم وزارة الصحة.. أريد عفوا ملكيا أو على الأقل أن أخرج بعد مدة العقد المسني بحسن السيرة والسلوك… لأنني لم أعد قادرا أن أشتغل في هاته الظروف التي لاتحترم لا إنسانية الطبيب ولا الشروط العلمية ولا التجهيزات لتوفير خدمات صحية تليق بالمواطن المغربي وفي ظل المتابعات القانونية التي أصبح يتخبط فيها طبيب القطاع العام لا تكوين مستمر لا تحفيزات… العلم فجيهة وظروف العمل فوادي آخر… نظام إلزامية اللي هو فالواقع حراسة مبطنة…نظام عبودية ممنهج تنتهك فيه خصوصياتنا وحياتنا الشخصية… لا نعاس بحال الناس لا راحة ونظام تعويض عن هاته العبودية الممنهجة كيتشرك فيها النهار مع الليل ومقابل هاد التضحيات كاملة وساعات العمل والضغط وقلة الصحة وكتظل غادي جاي للسبيطار بالطوموموبيل ديالك والمازوط ديالك فنصاصات الليل وبعض المرات لخطورة حالات المرضى كتضطر تزرب وتمشي بسرعة حيث النفس فيك باقة ماماتتش وتحرر في حقك محاضر السرعة في الرادار كل هذا لأن هناك ذرات إنسانية مازالت تسري بعروقنا…. وأسنو كيخسرو عليك ايلا كانت عندك حالة مستعجلة راه كاينة سيارة الإسعاف واش بغيتونا حتى سيارة الإسعاف نشريوها من جيوبنا.. وهاد الشي كامل بمقابل حقير اللي هو 67 درهم….4 دالدراهم للساعة….. تخيلو معايا طبيب ديال الإنعاش كيتقاتل باش ينقذ روح بشرية فعز الليل البرد والشتا ويعطيوه 4 الدراهم للساعة… تخيلوا معايا 67 درهم ل16 ساعة ديال الإلزامية مدة أسبوع اللي كنتحرمو فيها من أدنى حقوق الإنسانية لا راحة لا نعاس لا ماكلة بحال الناس وكنقولو ماكاين باس هاد الشي فسبيل أرواح إنسانية ولكن في سبيل تحسين علاج أبناء جلدتنا تحرق روحنا وتنهك حقوقنا ويتم الزج بنا في ردهات المحاكم…كتلقى راسك ضحيتي بحياتك وكرستيها كاملة لخدمة المريض والصالح العام وفآخر هاد التضحيات كتلقى راسك بوحدك فالمحاكم مع المجرمين والقتلة وذوي السوابق العدلية.. كيعطيوك ظروف اشتغال الموزمبيق ونهار يوقع ليك شي مشكل كتسمح فيك وزارة الصحة وكتلقى راسك فالمحاكم كيحاكموك بالشروط العلمية ديال السويد….لا أخفي عليكم مؤخرا مابقيتش خدام باش نحقق منجزات وليت خدام وخايف لا نلقى راسي شي نهار فالحبس….مؤخرا تمت دعوتي من طرف جمعية شباب ECDH لتوجيه حاملي الباكالوريا والصراحة ماقدرتش نمشي… أشنو غادي نگول ليهم… بلادنا قتلت فينا كل حاجة مزيانة؟ وإياكم تديرو الطب راه الظروف كارثية والتجهيزات والو والتكوين المستمر والو وحتى من الإعتراف والمكانة الإجتماعية اللي كانت عند الطبيب مابقاتش وكل الظروف تشجع على الهجرة!!!! ؟؟؟؟ بالله عليكم ماذا كنت قادرا على القول لهؤلاء الشباب؟؟؟؟؟ فبلادي باش توصل خاصك تكون منافق ومتملق ووصولي بلادي مول النية ومول المعقول كياكل الشحط وكيجيبها فجنابو وفصحتو… فبلادي المعقول مابغاه حتى واحد ويحاربك فيه أقرب الناس؟؟؟؟ سامحوني لم أكن قادرا على الكذب عليكم لهذا أطفأت هاتفي ولم أستطع المجيء… سامحوني فأنا لا أعرف إلا لغة الصدق.. لغة القلب.. لغة الكفاف والعفاف والغنى عن الناس… من بعد سنوات ديال المقاومة ومحاولة التغيير أعلن إنسحابي لم أعد أريد شيئا…. أريد فقط حريتي… أريد الإنعتاق… واخا نعرف نخرج نبيع النعناع ومانبقاش فهاد الذل

وفي تصريح” المنتظر العلوي”رئيس النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، قال، إن الحكومة لم تترك للأطباء سوى خيار الاستقالة، مشيرا إلى أنه خلال السنوات الثلاث الأخيرة قدّم حوالي ألف طبيب استقالاتهم بشكل فردي؛ فيما عزم الأطباء، منذ نونبر حتى اليوم، على تقديم استقالات جماعية.