فرع مدينة تطوان لكاتبات المغرب في الموسم الثاني من حملة ” تلميذ اليوم مثقف الغد”

بقلم : الزهرة حمودان

عرفت قاعة محمد أزطوطبقصر بلدية تطوان، يوم الخميس 20 فبراير 2020، ندوة حول موضوع “القراءة بين الكتاب الورقي، والكتاب الرقمي”، وقد أطرها كل من الدكتورة الزهرة حمودان رئيسة فرع مدينة تطوان لرابطة كاتبات المغرب، والدكتور عبد الوهاب إيد الحاج؛الخبير الدولي في تسويق التراث الثقافي والطبيعي لدى المجلس الأوروبي بستراسبورغ، والأستاذ الجامعي بكلية العلوم بتطوان، وكذا الدكتور محمد البغوري، دكتور في الفلسفة، له أبحاث ودراسات، ترجمتها مؤلفاته العديدة، بالإضافة إلى كونه مربي ينتمي لهيئة التدريس بمدينة طنجة. كما أغنى المنصة شاهد من أهل القراءة، الأستاذ محمد نور بنحساين، عضو الشبكة الوطنية للقراءة بالمغرب، يمارس التدريس، ولهمساهمات في تأطير ورشات القراءة، والتحكيم في ملتقيات الإبداع عند الطفل.

تأتي هذه الندوة كمحطة أولى، لبرنامج هذ الموسم ، والثانية في علاقتها مع الندوة التأطيريةالسالفة التي قدمت في الموسم الفارط . قُدم من خلالها تعريفٌ مفاهيمي حول شعار ” تلميذ اليوم/ مثقف الغد”، من أجل جعل المتتبع لهذا النشاط، يستوعب بشكل أوضح الأسئلة التي يطرحها برنامج الرابطة، والأهداف التي يطمح إليها، وهو يُفعِّلُ فقرات المشروع الذي تراهن عليه رؤية الفرع،من أجل فعل تغييري، يهدف إلى المساهمة في تنوير البنى الذهنية للمجتمع، وذلك من خلال رعاية نواته الأولى وهو الطفل في مراحل تمدرسه.

ولعل النقاش الذي أخذ نصيب الأسد في هذا اللقاء، سواء بين طاقم المنصة، أو أثناء تفاعل حضور القاعة مع ما تم تناولته مداخلات المؤطرين، هو ما تعلق بمفهوم “المثقف “، في الوقت الراهن؛ في عصر الرقمنة، وما توفره الثورة الرقمية الحالية من سيولة في المعلومة ووفرة في الكتب الإلكترونية من جهة، والفجوة الحضارية بين من ينتج ومن يستهلك، و الأسئلة الملحة التي تفرضها المرحلة حول من هو المثقف اليوم؟ ثم من هو مثقف الغد الذي نطمح أن يصبح عليه التلميذ القارئ اليوم؟

تفرعت المواضيع وتشعبت، حول الانفجار المعرفي، وتداعياته، وما أفرخ من تحولات وإبدالات حول ما يتعلق بمفهوم الثقافة، ومن ورائها المثقف. إذ تحول المثقف اليوم من وسيط يحمل المعرفة للمتلقي، إلى متسائل يحفز فعل التفكير في ذاته كفرد، وفي وجوده كفاعل، وفي القضايا الثقافية التي تجلي هذا الوجود، وتجعل أمته ندا لذلك الآخر الذي نقتسم معه الوجود المشترك في هذا العالم.

دفعت مداخلات المساهمين في الندوة، بدفة النقاش نحو الحيف الذي مازال يطال الاهتمام بالهندسة الثقافية وجغرافيتها،وتاريخها في بلادنا، رغم التنوع والغنى التي يعرفها المغرب بجباله وصحرائه، وبحوره ووديانه، وفسيفساء الفنون ووحدات الثقافة، وعناصرها الحيوية بصفة عامة.

يجد المثقف نفسه اليوم، مطالبا بأن ينتج أسئلة حول رأسمال بلده اللامادي..أن يلملم أرصدته الثقافية، من أجل تنمية  مجتمعية، تمكن الانسان المغربي من وجوده الهوياتي، في ظل التحولات الكبرى، التي يعرفها عصره كالرقمنة، والتطور القائم على المعلوماتية كنمط جديد لبناء الانسان من خلال نواته الطفل/التلميذ. وأين نحن من كل هذا؟؛ بمعنى أن المثقف اليوم مطالب بإنتاج معرفي يقدم به ثقافته إلى العالم من خلال وسائط مشتركة، تصل بينه وبين شركائه فيه.

ومن العام/الخاص، أي  من مقاربة النقاش حول المثقف الذي نعد له تلميذ اليوم، بين الخصوصية الجغرافية لبلادنا، والآليات التي يجب الاشتغال بها وعليها، تبعا للتطور الحضاري، والتحولات التقنية العامة، تقدم من بين ضيوف القاعة الأستاذ والجمعوي عزيز زوكاغ، بسؤال براغماتي حول آليات الاشتغال على تحفيز فعل القراءة لدى التلميذ، وهو فعل يعرف إقبالا مشرفا بمدينة تطوان، غير أن العناية بالمكتبات المفتوحة في وجه الطفل/التلميذ، تقتضي من مسيريها الروح التطوعية للعمل من أجل توفير الفضاءات في الأوقات التي تناسبه، وهو تدخل من الأهمية بمكان، ويجب الاشتغال عليه من قبل كل من يحمل هم استثمار الانسان لرفع وتيرة التنمية ببلادنا..وسنعد لذلك – بحول الله – جلسات لتسجيل نقط الخلل، والحلول البديلة الممكنة والمحتملة لهذا النوع من الخدمات.

كذلك حضرت الإحصائيات التي وافانا بها الأستاذ محمد نور بنحساين،فأزاحت الكثير من اللبس حول نسبة القراءة لدى المغاربة، ورفعت من منسوب التفاؤل والأمللدى كل من حضر.

Loading...