بقلم: يوسف خليل السباعي.
استفقت، هذا المساء، من نوم فجائي؛ لم يكن نوما عاديا؛ فلقد نعست بملابسي! فأحسست أن المساء قد تحول إلى صباح!
دخلت إلى الحمام، وغسلت وجهي بصابون مصنوع من الورود، ثم بعد ذلك تناولت أكلة خفيفة، وخرجت!
كان القمر يشع وسط السماء، ولم تكن هناك نجمة واحدة!
صخب في الشارع.
جلست على كرسي من الكراسي؛ وطلبت قهوة بالحليب. حضرت القهوة بالحليب ومعها كأس ماء بارد!… أخرجت علبة سجائر ” كامل” (CAMEL)، اقتلعت منها سيجارة واحدة، وشرعت في التدخين!
وعندما انتهيت من التدخين، حاولت أن أكتب مقاطعي التي تعودت عليها!… وأنا أكتب فاجأني” سمين” لا أعرفه، كأنه نزل بالبراشوط!… جر كرسيا كما يجر كلبا، وشرع في الكلام الذي تعرفونه” أنا ياسيدي… الكواكب… والأراضي… والإقامات… والعقارات… والهواتف… والأحياء… والأبقار… والحمير!”… عجبا- ياقوم- السمين “مثقف!”… وقد يكون قرأ حكايات” ألف ليلة وليلة”… و” البخلاء” للجاحظ، و”بحثا عن الزمن الضائع” لبروست.
الغريب في الأمر، أن”السمين” حاول أن يعرف من أنا. لكن مع من (” طحت”) ياعمي”!
لم يأخذ “السمين” مني سوى قطعة مالية صغيرة عثرت عليها في جزيرة الوقواق، وسيجارة CAMEL.
وبابتسامة “الثعلب الذي يظهر ويختفي” تركته جالسا على الكرسي الذي اشتكى من تعذيبه!