إعداد وترجمة: يوسف خليل السباعي
في زيارة لمرسم الفنان التشكيلي محمد بوزباع بتطوان، وبعد تأمل للوحات هذا الفنان، كتب نجيب واسمين ارتسامات عن لوحات بوزباع بالفرنسية. وقد ترجمت ما كتبه هذا المتشبع بالفن التشكيلي عن بوزباع.
كتب نجيب : ” عند ما نقف إزاء لوحات محمد بوزباع نلامس تساكنا اعتياديا لصور ظلية إنسانية وحيوانية. إن الفضاء المتجسد في لوحاته لايتخذ شكله النهائي إلا من خلال الحضور الطبيعي أو الفانتازي. فعمله هو تجسيد للحركة والنظرة. فضاء فارغ بتكامل، أو لنحدد القول، غير قابل للتجسيد”.
ويضيف نجيب:” إن الرسم في هذه الحالة يقبض على أثر المرئي على نظرنا، أو بصورة أفضل، على الحركة عينها للأشياء والكائنات. وفي حقيقة الأمر، فإن ثبات اللوحات يستفيد من الأشكال الإنسانية وظلالها. كذلك، فإنها تبصم حركتها صوب ماهو مثالي.
إن الصورة المزدوجة، في شكل من الأشكال، تقترح تشاجرا مابين الكائن الظاهر والمزدوج الباطن. كما أن خطوط الأجساد تتمازج في الفضاء اللوني، بما أن الجسد الإنساني لاينتهي من خلالها، كما يمكن لنا قراءته عند ميشال سيريس Michel Serres (Esthétique sur carpaccio”.
من جانب آخر، يرى نجيب أن ثمة حالة جوهرية وثابتة، وتتمثل في كون الفراغ الذي يؤطر الأجساد هو ديكور يختزل إلى ألوان سماوية ورمادية. فضاء لا يدين المناظر أو الأماكن الهندسية المتعينة ببعض العلامات، فغياب الملامح أو العلامات فضاء إينومابل.
كتب نجيب أيضا :” هذه الصحراء المحيطة قد تبدو بعدا تركيبيا في لوحات بوزباع. إنه فضاء الكائنات، يكفي النظر إلى هذه اللوحات، ( الرجل داخل مرسم الفنان يتأمل لوحاته، وسيكتب، المترجم)، لتتشكل لدينا فكرة عنها. سلسلة من اللوحات مقدمة للزوار. إنها عبارة عن مقاطع من العالم الثقافي والمخيالي. لننظر إلى هذه الصور، ففي هذا العمق الأزرق المتلاشي تهيمن الصورة كتشاجر بين الديكة، في الأسفل، من الخطاطة الأولى، هناك حواجز من الخشب الطبيعي المتشابك. ولوحات أخرى تقدم، على التوالي، حركة دائرية، شخوص مختلفة تندمج في الرقص، امرأة في الهواء، رجلان يتعانقان، وثلاثة آخرين، جسد في جسد، من نظرة إلى الأعلى”.
شاهد نجيب هذا، يقول:” ثمة لوحة تمثل استثناء بسكونها: البورتريه، في إحدى الخطاطات، للعربي المنزعج والمضطرب الذي يظهر متأملا، ما يثبته هو لا مرئي، خارج المجال. افتراضين في هذه الحالة، إما أن الموضوع التأملي ليس مرئيا إلا بالنسبة إليه على وجه حصري، لكونه يلبث، بهذا القدر أو ذاك، في ذاكرته. وفي هذا المنحى،وحدها عين فؤاده تتيح له نظرة ما كما هي، ذلك أن لها نظرة باطنية. وإما أننا نحن، بخصوص الافتراض الثاني، من ننظر كمايبدو، نحن المشاهدين الذين لانملك القدرة على سبر هواه التأملي. هل هذا ممكن؟ من سيقول عكس ذلك؟”.