يوسف خليل السباعي
لم يكن إخوة النبي يوسف يتخيلون أن البئر الذي ألقوا فيه هذا النبي سيكون أحسن وسيلة للسفر.
والسفر تغيار وانفتاح على عوالم أخرى.
إن مخرج “المصير” لعب في فيلم “المهاجر” علي هذه الثنائية الموت والسفر. وبرغم تحويله البئر إلى مركب والتركيز على السفر، فإن رؤيته كانت متفاعة مع ذاته هو. فالسفر انفتاح ومغامرة. ولقاء بأناس غرباء.
إن السفر هو طلب العلم، والإستفادة من هذا العلم.
هكذا يرسم مخرج “المصير” و”المهاجر” بمهارته السينمائية لغة فيلمية مخادعة ومغايرة. إنه يؤسس لتناص سينمائي إذا صح القول.
يعمل يوسف شاهين على قصة النبي يوسف، ثم، يقول إن الفيلم لاصلة له بهذه القصة. هنا خديعة المخرج الذي يريد أن يجعل من الفيلم سيمولاكر للقصة.
لقد كانت السينما ذاته وحياته، وأفرغ فيها مخرج “المصير”، الذي قدم فيه شخصية “ابن رشد” كما تخيله هو، كل ماكان يفكر فيه ويحلم به.
لقد كان مهاجرا في ثوب رام. أم، نقول يوسف النبي الذي اعتدى عليه إخوته وألقوا به في غيابة البئر ليموت بعد أن ماتوا من الغيرة.
إن فيلم “المهاجر” فيلم عن كيد الإخوة وفتنة السفر وطلب العلم.