محمد الجعماطي
عندما يتحدث مسؤول رفيع في سُلَّم حكومة، كما حدث في استجواب على التلفزة اليوم مع رئيس الحكومة السيد سعد الدين العثماني، تكون هناك انتظارات عديدة في حجم القلق المجتمعي في ظرفية استثنائية “الحجر الصحي”، وتداعياته على السلوك المجتمعي برمته، بكل تنوعه الثقافي الجغرافي والسياسي، الإقتصادي، و الطبقي كذاك، و الذي جعلت منه الجائحة وحدة متجانسة بحكم الانتماء للوطن الواحد، وذاك ناتج عن حدة جدية الموقف الرسمي وانخراطه الكلي في مواجهة وباء مجهول رغم تعريفاته العلمية المخبرية الوبائية التي تأتي بنتائج تتطور كل لحظة عبر العالم، مما حرَّك الغريزة الجمعية و الفردية للحفاظ على الحياة. غريزة إنسانية فطرية يحكمها منطق النجاة من الوباء والخروج لبر الأمان بأقل خسائر مادية و بشرية ممكنة، هذا ينطبق شموليا على واقع كل الشعوب عبر المعمور، والتي يختلف تعامل حكوماتها البنيوي التدبيري من دولة لأخرى، يجمعها رهان الانتصار في حرب حامية الوطيس، بين ترتيب الأولويات: مقاربة الانعتاق الإقتصادي ومقاربة العنصر البشري كاستمرارية الحياة ، هنا تكمن تحديدًا، أهداف و مرامي التدبير الاستراتيجي المناسب للتعامل مع مقاربات. جتثاث مظاهر الوباء، كحافز للتطور الإيجابي.
من الأسئلة المقلقة التي تؤرق المجتمعات برمتها، و بكل طبقاتها التعليم، وقد لوحظ تضارب قرارات سياسات الدول ، منها من ترك الاختيار لآباء وأولياء التلاميذ، منها تفعيل انتخابات افتراضية عبر استمارة خاصة تعبئ إلكترونيًا. حسب مواقع. آمنة. مثلا ، يبدي فيها المجتمع اختياراته، في كيفيات رفع الحجر المشروط للرجوع تدريجيا للمدارس. و اختيارات جذرية.
لم يقدم السيد العثماني مخطط و لا أجوبة شافية لكل هذه التساؤلات المجتمعية المشروعة، مما يترك الباب مفتوحا على مصراعيه لصالح المنابر المروجة للإشاعات والأخبار المفبركة و المغلوطة كما يقع مع التعليم، مما ينتج عنه جهدًا آخر لتكذيبها من طرف القطاع الرسمي المستهدف من حين لآخر.
في الحين ليس التفائل هو المطلوب وحده في هذه الظرفية بل فعالية الفعل الديموقراطي كذاك، و لو تحت الحجر الصحي، لأن الديمقراطية ليست مشروطة بحالة الطقس المشمس أو الممطر، أو السلم و الحرب، كلبل تظل أخلاقيات و سلوكات سياسية في كل الظروف و الأحوال.