كورونا والبطولة الوطنية

صدى تطوان

استئناف البطولة الوطنية لكرة القدم بعد أن توقفت لشهرين أوكل أمرها للجنة برئاسة حمزة حجوي ستسهر على دراسة هذا الملف، لاسيما في شقه الصحي، وهو ما جاء في بلاغ للجامعة صدر عقب اجتماع مكتبها المديري ليوم الخميس 7 ماي. الجامعة من جملة القضايا التي خلصت إليها تخفيض أجور الإدارة التقنية للمنتخب الوطني بنسبة 50 في المائة، وهو توجه صائب، وقد يشمل باقي الفرق الوطنية، حيث اتفق فريق الرجاء البيضاوي وأطره التقنية على نفس الخطوة في انتظار أن تسير باقي الفرق الوطنية على نفس المنوال، فالأجور التي تتوصل بها الأطر التقنية ليست بسيطة، وما دامت الوضعية صعبة فبكل تأكيد ستكون الإدارات التقنية وباقي اللاعبين غير بعيدين على ما أقدمت عليه الجامعة وفريق الرجاء البيضاوي.

عودة منافسات كرة القدم الى الملاعب ليس باليسير في ظل تفشي وباء كورونا مما يتطلب تدبرودراسة الوضعية الصحية بالمغرب، حيث إن الموافقة على عودة الروح إلى البطولة الوطنية وإن كان بوجه مغاير لما ألفته الملاعب الوطنية يرتبط الحسم فيه من الجهات المختصة بمتابعة درجة الوباء ببلادنا.

في فرنسا كما هو الحال في هولندا تم إنهاء الموسم الكروي فيهما وإعلان النتائج النهائية لهذين الدوريين على الرغم من تحفظات بعض الفرق، التي رأت في ذلك عدم تكافؤ الفرص في حين سيكون الدوري الألماني أول دوري يعود إلى الواجهة وبشروط صارمة بعد أن استأنفت الفرق تداريبها ، وهذا ما ستسير عليه ايطاليا واسبانيا، حيث التأشير على استئناف النشاط الكروي لا بد أن يخضع لموافقة سلطات البلدين، مما يعني أن العملية فيه حرص شديد على عدم المجازفة ما دامت جائحة كورونا حصدت آلاف الأرواح، وما دام العالم لم يتوصل بلقاح للعلاج، وعليه، فإن الحذر وشروط الوقاية هما السبيلان لتطويق ومحاربة فيروس كورونا.

تكوين الجامعة للجنة المشار إليها على الأقل ستساهم في فتح باب السيناريوهات لاستئناف البطولة الوطنية في انتظار الحسم فيها في القادم من الأيام، فقد تكون العودة بمسطرة دقيقة ينبغي اتباعها حفاظا على سلامة المتداخلين في اللعبة، بلاغ الجامعة لم يشر إلى ملتمس فرق عصبة الهواة، التي كانت قد تقدمت به من أجل وضع حد لنشاطها الكروي لهذا الموسم، وهو ما يعني أن للجامعة لها رأي في الموضوع، وأن هناك سيناريوهات تتعلق بالمسار الكروي لفرق النخبة والهواة معا.

جائحة كورونا تبقى خطورتها قائمة مما يتطلب عدم التراخي في الإجراءات، التي عمل المغرب على تطبيقها حتى يتجنب الأسوء، وهو أمر يلزم مزيدا من الحيطة والحذر لاسيما وأن البعض يبدو أنه لقي صعوبات في التغلب على بعض العادات من قبيل التجمعات الفارغة، التي بوباء كورونا أو بدونه فهي لا معنى لها، حقيقة تغيير سلوك الفرد لا يمكن أن يتم بين عشية وضحاها، لكن تأتي ظروف لا بد من التعود عليها وخصوصا حين يكون المرء أمام وباء قاتل لا يفرق بين الصغير والكبير والشاب والشيخ.

بلدنا وبعد أن تجنب الأسوء، فإنه باستطاعته التغلب على كوفيد 19، بفضل الجهود التي بذلت وتبذل من أجل الخروج بأقل الخسائر، وهذا بطبيعة الحال يبقى دور الفرد فيه فاعلا حتى تعود الأمور تدريجيا إلى طبيعتها وتتحرك القطاعات، التي تضررت، وتوقفت، و من بينها كرة القدم، التي هي الأخرى وإن ليست بنفس الدرجة مع قطاعات أخرى، إلا أن استئنافها وإنهاء موسمها مهم ما دام أنها ترتبط بعدد من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، ما هو أساسي هو أن يطوق هذا الوباء وكلما تمت مقاومته بشتى الوسائل، التي توظف في هذا السياق، ويتجاوب فيها الجميع بكل روح المواطنة فإن لحظة الانتصار عليه لن تتأخر.

Loading...