يوسف خليل السباعي
الصحفي الذي أقدمه في ذاكرتي الصحفية ليس حجرة، وليس بطاطا، ولايستمع للتفاهات، ويقدم لك وجبة صحفية مشبعة، لكنها ليست مسرفة، وإنما هي ذات مذاق صحفي ممتلئ، وبأسلوب صحفي بسيط، ولكن فحواه عميق جدا. إنه الصحفي الأستاذ، بالمعنى الحقيقي للكلمة، حسين مجدوبي.
جمعتنا لقاءات صحفية بتطوان وغرناطة، وبضع مهرجانات، ومصادفات، ومقهى الزهراء بتطوان بأشهر قبل مجيء العدو الخفي: فيروس كورونا المستجد للعالم برمته.
والحقيقة أن حسين مجدوبي إنسانا ومثقفا يتصف بالنقاش والجدال الجاد في معظم القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية دوليا ووطنيا، وهو الخبير الصحفي المهني، وبالجرأة في الكتابة والتحرير الصحفي، حيث امتلك أسلوبه الصحفي المتفرد، فعندما أقرأ لحسين مجدوبي مقالاته الصحفية سواء في “القدس العربي” أو في جريدته الرقمية المتميزة” ألف بوست”، أول مايلفت انتباهي هو أسلوبه الصحفي المتفرد، الذي يختلف عن الأساليب الصحفية الإعتيادية الأخرى، وهناك من الصحفيين من تعلم على يديه، وهذه حقيقة، وحاولوا تقليده، إلا أنهم لم يفلحوا، لسبب بسيط هو أن حسين مجدوبي تربى في أحضان صاحبة الجلالة: السلطة المضادة: الصحافة، منذ زمن بعيد، وتدرب، وتكون فيها، بكفاح، ونضال، ومسؤولية، و أصبح ٱستاذا فيها، ولهذا قد ألامس تلك الغيرة الصحفية التي تصدر من بعض الصحفيين تجاه حسين مجدوبي ويخاصمونه، ويكتبون عنه ويتقولون فيه، ولكنه لايبالي، قد ينتقدهم هو الآخر، ويسير في طريقه الصحفي والإعلامي رافعا رأسه بكرامته، وجرأته، وإنسانيته، التي تظهر من ابتسامته الطيبة التي لن يفهمها إلا المقربين منه.
كتب حسين مجدوبي وساهم ونشر في العديد من المنابر الصحفية والوكالات الإعلامية بشكل لايحد، وكانت معرفتي به في الثمانينات والتسعينات، وهاجر إلى إسبانيا، وعاش هناك، ولكنه عندما كان يأتي إلى تطوان كانت “الزهراء” مقهاه المفضلة.
وكتب ونشر حسين مجدوبي في جريد ” العلم” الكثير من المقالات الصحفية، كما أصدر مجموعة من الكتب، والمؤلفات، في الجوانب الإبداعية والدراسية وغيرها، وهو يتقن الترجمة من لغة إلى أخرى، وكانت تربطه علاقة طيبة مع رئيس التحرير آنذاك عبد الجبار السحيمي، و لكن الأمور ستتغير فيما بعد، وهذه الجريدة الغراء ” العلم” لاتحافظ على أبنائها، وهي أسرار قد يأتي يوم لكشفها، ولكن الصحفي ليس كالبطاطا، ليس حجرة، ولايسيره إلا ضميره، ونسقه الفكري والثقافي، وأسلوبه الصحفي الجسور. هذا الصحفي الجسور هو صديقي حسين مجدوبي.
ثمة بعض الصور سأنشرها، واحدة لأول مرة، ويتعلق الأمر بصورة جمعتني مع الكاتب الصحفي حسين مجدوبي والكاتب عبد الله الشبرعال في فندق ” سفير” الذي أصبح عبارة عن خرابة، وتذكرني هذه الصورة بملتقى تطوان السينمائي، وصور أخرى، سبق لي أن نشرتها تجمعنا بمقهى الزهراء بتطوان وبشارع محمد الخامس أنا وحسين وحكيم شهبون.