من ذاكرتي الصحفية: “وادي لو: الصحافة واللمة، زواج العهد والنية”

يوسف خليل السباعي

سمعت كثيرا عن اللمة بوادي لو، والحضور، ولكن ماسمعته أكثر، بل وشاهدته عيانا هو تجمع الصحفيين داخل اللمة، وإذا ذكرت لي إسما صحفيا و إعلاميا أقول لك كان في اللمة، ولكن قد يكون ماكتبته هنا مبالغة، ولكنها اللمة، وهناك من يريد التفرج والانفراج. ومن فرجة اللمة دخلت، وحضرت، ولكنني لم أكن أحضرها كثيرا، وإنما مرة بعض أخرى زمنيا، لكن صحفيونا يموتون على اللمة، والتي، ومع ذلك، وعلى كل حال، هي رحيمة وتجمع الشمل، ولهذا ترى كل الصحفيين مبتسمين ضاحكين، ممرحين، في جوها. فلقد كان ثمة الابتهاج والاهتياج والسيلان وكأن اللمة زواج.

كل الترحيب كنا نلقاه عند النائب البرلماني ورئيس جماعة وادي لو محمد الملاحي، فالرجل يحب اللمة، وفي هذا الجو البهيج وبحضور شخصيات سياسية وإدارية ورياضية معروفة بمنطقة شمال المغرب، أتيحت لي فرصة حضور فعاليات الدورة الحادية عشرة لمهرجان وادي لو الشهير “اللمة”، الذي امتد من 15 غشت إلى 22 منه وتميز بكلمة مسهبة لمحمد الملاحي رئيس بلدية وادي لو والنائب البرلماني لدائرة تطوان عن حزب الاتحاد الاشتراكي أشار فيها إلى الأهمية القصوى لهذا المهرجان الذي يتأثث يمشاهد ثقافية وفنية متنوعة من الفنون والثقافة، حيث تمتزج الأغنية العصرية والشعبية والجبلية بالفنون التشكيلية والمسرح والرياضة وغير ذلك، واعتبر الملاحي _ الذي ذكر بنجاحات الدورات السابقة ل”اللمة”، وبالتحولات التي عرفتها وادي لو في شتى الميادين بعد أن كانت عبارة عن قرية صغيرة- أن الحق في الثقافة والفنون أصبح ضرورة ملحة، ومن حق المواطنين، وليس حكرا على نخبة معينة. كما تحدث الملاحي عن الزيارة الملكية لمدينة وادي لو- جوهرة البحر الأبيض المتوسط- وإنجاز مشاريع بها أعطت دفعة قوية لتصبح وادي لو من أهم المدن الحضرية المتطورة في المغرب.

وقد عاش سكان وادي لو وزائريها جو “اللمة”، في عز الحر،
بكل فرح، وقد أتاحت لي اللمة فرصة حضور لقاء آخر ببلدية وادي لو، ويتعلق الأمر باللقاء العادي السابع للمكتب الإداري للشبكة المتوسطية للمدن العتيقة، والذي ترأسه محمد الملاحي وسيره عبد السلام الدامون، حيث تضمن عرض شريط حول مدينة وادي لو، وكلمة نائب رئيس الشبكة ورئيس بلدية وادي لو محمد الملاحي الذي أشار إلى الأطياف السياسية المكونة للشبكة والتي تعمل من أجل إنجاز مشروعها الرامي إلى الدفاع عن حماية المعالم التراثية للمدن العتيقة والدفاع عن “ا لمصلحة العامة” للجهة في هذا المجال. كما تضمن كلمات ضيوف الشبكة وأمين مال الشبكة الذي تحدث عن الوضعية المالية غير المستقرة، وطالب بالمساهمة. كما تم – أيضا- في ذلك الوقت، تقديم مشروع برنامج الشبكة برسم سنة 2014-2015، الذي تضمن خطوطا عريضة من ضمنها انطلاق المشروع المدعم من طرف الاتحاد الأوروبي قريبا بكل من شفشاون والعرائش ومدن أخرى، إضافة إلى تقديم مشروع ندوة حول العلاقات المغرببة الإفريقية التي سيتم تدارسها مستقبلا، وكل هذا الكلام كان داخل جو اللمة.

وعلى الرغم من اكتظاظ الطريق بالسيارات الكثيرة، وتأخر الوصول إلى وادي لو بساعات، وهو أمر لم أعشه، لأن الطريق كانت فارغة صباحا حين خرجت من تطوان، إلا أن هذا يدل على أن وادي لو ساحرة ببحرها، ورونقها ونظافتها، وجاذبة بلمتها.

وحين ستأتي اللمة في الصيف، بعد رواح كورونا، ستكون هناك الصحافة، فلالمة بلا صحافة، والعكس. إنه زواج العهد والنية.

Loading...