أحمد المريني، زارع الأمل

يوسف خليل السباعي

في الوسط الصحفي ثمة من يريد أن يفهم، وأن يتسلط، لأنه جاء من مجال بعيد عن الصحافة، فالصحافة بنت الكلب ليست بريئة، إنها ليست ملاكا، ولاشيطانا، بل تجمع بينهما، ومن لم يجرب نار الصحافة الورقية، والمكتوبة لن يعرف ماهية الصحافة، فالصحافة أصلها وفصلها ورقي، من الأوراق، ومن الحبر، أتذكر في هذه اللحظة المحبرة في الفصل الدراسي، والريشة، والتي كانت تنهرق على لباسي المدرسي، والصحفي أحمد المريني من الحبر، ومن الورق، ومن أبواب التربية والتعليم خرج، وأحب صاحبة الجلالة، تلك الملكة الورقية، السلطة الرابعة أو لأقل السلطة المضادة، والسلطة، كما يقول رولان بارث، متعددة كالشياطين.

أحب أحمد المريني التعليم والصحافة، تدرب، وتكون، وكتب ونشر في العديد من المنابر الصحفية والإعلامية، واختار طريقه الخصوصي، كالدرس الخصوصي، في عالم الصحافة الشاسع والمتحول والمتطور بدخول التكنولوجيات الحديثة.

تعرفت على أحمد المريني في الثمانينيات والتسعينيات، وأسسنا أنا وهو ومصطفى العباسي وعبد المالك الحطري وجواد الكلخة الجمعية المغربية للصحافة، ولكن أحمد المريني سيغادر الجمعية، ولا أتذكر حتى الآن السبب، ولأن الصحافة هي أم الخلافات والاختلافات، فإنها بنت كلب، ولكن بنت كلب جميلة، لاتشبه أباها الكلب. فالجمال أخذته عن أمها الكلبة.

الصحافة ليست قمر 14، كما هو حال حقول معرفية وأدبية أخرى، إن بها قبحا وتشوها، وأكثر مايظهر في الكواليس، وليس في الواجهة.

أحمد المريني بالنسبة لما أعرفه عنه، في الماضي، صحفي زارع للأمل، ولكنه لم يخرج عن أصله، الذي هو رجل التربية والتعليم، ومن هذا الطريق، نجح، في التعليم والصحافة.

في صورة احتفظت بها منذ زمن، في لقاء، و ندوة صحفية لمهرجان…، أحمل الميكرو، وفي الأمام أحمد المريني لابسا جاكيتة سوداء، وفي يده قلم حبر وكأنه يبتسم، أو يتأمل، أو يستمع لما أقوله!

Loading...