يوسف خليل السباعي
انتقد الناقد السينمائي المصري أمير العمري الفنان والممثل المصري عادل إمام، حيث كتب في صفحته على الفيسبوك: “تفزعني مبالغات “المثقفين” في تقدير قيمة عادل إمام التي اكتشفها البعض فجأة. فقد جعلوا منه قديسا ونبيا وإماما ومبشرا ونذيرا ورائدا لحركة تنوير في فن التمثيل والسينما، ومعبرا أفضل تعبير عن آلام الشعب، وأحزان الأمة، وضميرا للجموع الثائرة المحرومة، وقائدا لثورة لم تحدث.. “.
وذكر أن عادل إمام “ممثل له ما له وعليه ما عليه. أدوراه الجيدة في السينما قليلة للغاية، ومعظم افلامه من نوع أفلام “الهلس” والتهريج” لكن لا بأس، فالهلس عند الكثيرين يعتبرونه فنا عظيما لأنهم لم يتذوقوا أصلا حلاوة الفن الجميل الأصيل ولم يتعرفوا على مدارس التمثيل الكبرى في العالم إلا فيما ندر”.
ثم ترجى القراء كما يتخيلهم على هذا النحو: “رجاء كفانا نفاقا وتهليلا واحتفالا مبالغا فيه لمجرد أننا لا نجد ما نحتفل به حقا في هذه الأيام اللئيمة!”.
وخلص، في آخر المطاف، إلى القول: “لو كنت أبحث عن شعبية زائفة لي ما كتبت هذا بل انضممت لجوقة المطبلاتية لكني أبحث فقط كما كنت دائما عن الحق والحقيقة ولا تهمني الشعبية”.
وبطبيعة الحال، عندما يكتب أحدهم في الفيسبوك، لابد من أن تنهمر التعليقات، حيث كتب مهدي شبو الذي اعتبر أن عادل إمام “نجم سينما شباك التذاكر التجارية، لم يدعم قط التجارب السينمائية الجديدة كما فعل مجايلوه كنور الشريف وأحمد زكي ومحمود عبد العزيز، ولم يقدم أفلاما من تلك التي تسمى أفلام الفن بدليل أنه لم يدخل له في قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية إلا فيلم واحد هو ” اللعب مع الكبار”، مقابل بضعة أفلام لكل من شكري سرحان ومحمود المليجي وفريد شوقي ونور الشريف وأحمد زكي ومحمود عبد العزيز”. أما أنا، فكان تعليقي الأول هو أن الأداء التمثيلي عند عادل إمام مختلف عن أداءات الممثلين الآخرين. فهو له أسلوبه الخاص والذاتي في التمثيل، وهذه غلبته. المشكلة في ممثلي اليوم لايفقهون شيئا في التمثيل والتشخيص”. أما الثاني، فكان موجها لأمير العمري شخصيا، حيث كتبت:” ولكن، باعتبارك، أمير ناقد سينمائي، أليس المهم بالنسبة للممثل، الشخصية التي يؤديها، في فيلم أو مسلسل أو مسرحية، هل استطاع أن يتملك الشخصية، أن يتخيلها؟!… الشخصية في رواية أو في فيلم أو في مسرحية/ عرض مسرحي ليست إلا كائنا ورقيا، والممثل يمثل تخييلا لشخصية في سيناريو ناتج عن فكرة، إلخ…”…
وبطبيعة الحال، لايمكنني في هذا الحيز الضيق، أن أستحضر كافة التعليقات التي تفاعلت، بين مؤيد وملاحظ ومسالم ومتفهم ورافض، مع انتقاد الناقد السينمائي أمير العمري لعادل إمام، ولهذا السبب سأختم بتعليق هاني فاروق، الذي كتب :” رغم اتفاقي معك فى كثير مما قلته أستاذنا ( يقصد أمير) وأنت الأعلم والأكثر خبرة بمراحل فى المجال والصنعة – فأنا مجرد متذوق ليس إلا- ورغم بعدي – لأسباب خاصة – عن المجال الذى صخبت فيه هذه الضجة المفتعلة فلم يطولني منها إلا رتوش قليلة لم ألقى لها بالا أكثر من من مجرد لفت النظر وأتفق معك أنه، ربما، كان سببها المباشر “أننا لا نجد ما نحتفل به حقا في هذه الأيام اللئيمة!” ولأسباب أخرى أيضا ..إلا أن اعتقادى الشخصي أن “عادل” حالة فنية يستحق الوقوف أمامها بنوع من الاهتمام والدراسة من المهتمين بالفنون وتطورها وتراجعها وتقلباتها وعلاقاتها المتشابكة بالمجالات الأخرى فى الواقع والتاريخ المصري”.