فؤاد زويريق
مع اقتراب الموسم الدرامي من نهايته، بدأت الكثير من الاعمال الدرامية تفقد بريقها، فإلى حد الاآن مازال مسلسل ” 100 وش ” يحتفظ بالمستوى الذي انطلق به، وهذا ليس غريبا على مخرجته المبدعة كاملة أبو ذكرى التي أعتبرها سيدة الشاشة لهذا الموسم بدون منازع، مخرجة مبدعة استطاعت أن ترسم لها مسارا خاصا بها في السينما وكذا في التلفزيون، فالمبدع يبقى مبدعا في المجالين معا، كاملة أبو ذكرى ترعرت في بيت صاحبه من كبار الصحفيين والكتاب المصريين وهو الصحفي والكاتب والروائي الراحل وجيه أبو ذكرى، والدها الذي ألف العديد من الكتب ك”الإرهابيون الأوائل..جيراننا الجدد!” و”مذبحة الأبرياء في 5 يونيه” و”الزهور تدفن في اليمن” و”أنواع من النساء” و”حرب أكتوبر شهادة إسرائيلية” و”شباب في دائرة الموت”… له ايضا أعمال حولت إلى أفلام معروفة كفيلم ”ملف سامية شعراوي” لنادر جلال، وفيلم ”ضد الحكومة” لعاطف الطيب وغيرهما.
رضعت كاملة أبو ذكرى الإخراج على أصوله وتشبعت بأبجدياته منذ مراهقتها، وذلك باحتكاكها بأفضل المخرجين المصريين، ففي سنتها 16 شاركت في فيلم ”دماء على الأسفلت” لعاطف الطيب كمتدربة، ثم اشتغلت معه فيما بعد في فيلم ”كشف المستور”، اشتغلت أيضا مع المخرج رضوان الكاشف ونادر جلال، وصادقت محمد خان. وكل هؤلاء الكبار استفادت منهم الكثير واطلعت من خلالهم على أسرار الإبداع الحقيقي، لهذا فلا غرابة إن كان كل عمل من أعمالها يشكل تحفة فنية سواء في السينما كملك وكتابة، وعن العشق والهوى، وواحد صفر، أو في المسلسلات التلفزيونية كذات، وسجن النسا، وواحة الغروب… أعمالها قليلة لكنها متفردة تتميز بسحر الصورة المفعمة بالتفاصيل المدهشة، تلمس مشاعرها الصادقة في كل مشهد تُصوره، الألوان لديها حياة، واثقة من نفسها ويظهر ذلك في قدرتها على التحكم بكل الممثلين وإدارتهم بما يتناسب وشخصيات العمل، هذه السنة أعطت للكوميديا حقها وقيمتها التي تستحق وانتشلتها من حضيض التفاهة، جددت معالمها وأثبتت بأن الممثل الحقيقي القادر على التكيف مع كل الأجناس والأنواع الفنية يصنعه المخرج الحقيقي، كاملة أبو ذكرى لم تضحكنا بعملها هذا بل أمتعتنا، وسقتنا فنا وإبداعا وحياة، لهذا فهي تستحق أن تكون سيدة الشاشة العربية لهذا الموسم.