يوسف خليل السباعي
لايحضر عندي هنا الصحفي الإسباني استنسلاو راميريس رئيس جمعية صحفيي منطقة جبل طارق سابقا، ذلك أن الرئيس الحالي للجمعية هو خافيير مارتينيز، الذي ستشاهدونه في الصورة مع استنسلاو راميريس، كصحفي مقتدر، ومهني، وعاش حياته للصحافة، وقدم تضحيات كبيرة في عمله الصحفي بإسبانيا، وكانت له علاقة قوية بكافة أعضاء مكتب الجمعية المغربية للصحافة، وكان يقدرني ويحترمني للغاية، وكنت أبادله نفس التقدير والاحترام، أو يحضر في ذاكرتي كمنظم بارع، وماهر، للمؤتمرات الصحفية والإعلامية التي شاركنا فيها في إسبانيا، وتوفيره هو وزملائه في جمعية صحفيي منطقة جبل طارق كل الترتيبات المناسبة لضمان أجواء من الراحة ونحن نعمل داخل المؤتمر، أو المؤتمرات، والأهم من كل هذه الحفاوة، والاستقبال لنا بنفسه ومع زملائه في ميناء الجزيرة الخضراء عند وصولنا ونزولنا من الباخرة، وكل الأمور الأخرى التي لايسع الحيز لذكرها أو تذكرها، علاوة على امتلاكه لنسق ثقافي ولمؤهل صحفي مدرك، إلى غير ذلك من الجوانب الأخرى من المعاملات الأخرى، وإنما يحضر استنسلاو راميريس في ذاكرتي من الناحية الإنسانية، ذلك الدفق الإنساني، والتقارب، والتسامح، والنقاش اليومي خلال اجتماعنا على مائدة الطعام، الأمر الذي يجعلنا داخل الجمعيتين كأسرة كبيرة واحدة، هذا الإحساس النبيل، والسمو الإنساني، والسلوكي، الذي أصبحنا نفتقده في المعاملات الصحافية اليوم، إلا نادرا.
هذا هو ماكان يعلمنا إياه هذا الصحفي، الذي كانت له معي هو وروساريو بيريز فيلانويفا مواقف وذكريات لايمكنني بتاتا نسيانها.
لقد كان يعلمنا التواضع، والابتسامة، والاعتراف بالآخر والانفتاح عليه.
ولا أنسى حينما التقينا أخيرا في مؤتمر صحفي في الجزيرة الخضراء، وتغذينا جميعا في مطعم إسباني، وكان آخر مرة سأراه، سنراه فيها، وكنت سألته لماذا قدمت استقالتك، فأجابني، وهو يبتسم: “لقد انتهت مهمتي داخل الجمعية…”.
وبطبيعة الكلام، والحال، في الوقت ذاته، لم يكن حزينا، وإنما تكلم معي وهو يبتسم، وأدركت أن كرسي الرئاسة لايدوم، ولابد أن نعطي الفرصة للآخرين ليقوموا بأدوار مختلفة.
كانت هذه أفضل جملة سمعتها من استنسلاو راميريس صحفي إسباني من الزمن الجميل.