مصير البطولة

صدى تطوان

لم تتضح بعد الطريق، الذي ستسلكه بطولة المجموعة الوطنية بقسميها الأول والثاني وبطولة الهواة، فبعد دخول المغرب حالة الطوارئ الصحية وتمديدها لمرتين حيث من المقرر أن يرفع الحجر الصحي في 10 يونيو، وهو الموعد، الذي يتطلع فيه الجميع أن يكون المغرب قد نجح بخطواته الاستباقية في محاصرة هذا الوباء، وأن تعود الحياة تدريجيا إلى طبيعتها، خاصة وأن بعض القطاعات وأهمها الاقتصاد يعاني من تداعيات فيروس كورونا مما تكبر معه المسؤولية في ايجاد حلول شعارها الخروج بأقل الأضرار.

وفي هذه الأجواء تعيش الرياضة الوطنية عموما، وكرة القدم على وجه الخصوص غموضا عن المسار، الذي ستسير عليه في القادم من الأيام، حيث سيناريو استئناف البطولة يبدو كلما طال أمده إلا وتصعبت معه الوقائع لأن الأولوية هي لسلامة العنصر البشري قبل أي شيء آخر.

قبل أيام قدمت لجنة برئاسة حمزة الحجوي تصورا لها لجامعة كرة القدم، التي سلمته للجهة المخول لها الحسم في استئناف البطولة، والشروط، التي قد تقيد عودة بطولة موسم 2019ّ/2020، وهي عودة أقدمت عليها الكرة الألمانية في انتظار أن تستأنف جل البطولات المعروفة الأوروبية مع شهر يونيو، التي ستدار بمدرجات فارغة، وهي الطريقة التي كان قد أقدمت عليها الجامعة المغربية قبل أن تعلق الأنشطة الكروية.

الغموض، الذي يلف مصير البطولة الوطنية تتباين معه مصالح الفرق الوطنية، لاسيما تلك التي تلعب على الألقاب والصعود، حيث يظهر أن هناك من استثمر أموالا كبيرة من أجل تحقيق الأهداف التي سطرها، وفي ذات الوقت تشكو فرق أخرى من صعوبات مالية وهي تجد نفسها أمام عقود المدربين واللاعبين، وكيفية تدبير الأزمة.

وإذا كان لاعبو فرق القسم الأول وبالنظر إلى القيمة المالية المهمة، التي يتوصلون بها بالنظر إلى اقتصاد البلد هي مهمة، فإنه كلما ابتعدنا عن هذه الدرجة، واتجهنا إلى بطولة الهواة، كان الأمرغير مفرح، وهذا ما جعل البعض يدعو في حالة تخفيض الأجور أن لا تمس أجور الصغار، وهذا ما ينبغي فعله، فكثير من لاعبي ومدربي القسم الأول مستحقاتهم المالية جد محترمة إن لم يراها البعض من أنها تسيل اللعاب، وعلى الرغم من ذلك فإن البعض التزم الصمت في هذه النقطة، وباستثناء جمال السلامي مدرب الرجاء البيضاوي، الذي قبل تخفيض أجره، ودخل في توافق مع مكتب فريقه، إلا أننا لم نسمع الباقي من المدربين يقدمون على هذه الخطوة، دون أن ننسى ما كانت الجامعة قد قامت به مع أطرها التقنية من تخفيض للأجور.

حقيقة موسم 2019/2020 لم يكن له مثيل، وصعوبات الاستئناف غير خافية، لاسيما وأن العودة إلى المنافسة تتطلب أسابيع من التحضير وإمكانيات كبيرة لاستكمال الموسم، وهذا ما خططت له البطولات الأوربية، التي سائرة نحو العودة في حين فضلت فرنسا مثلا الحسم في مصير الموسم الرياضي مبكرا، وهو الحال، الذي نهجته بعض الدول الإفريقية.

على أي فإن الأمر ليس بالسهل حتى أن بعض اللاعبين أصبحوا مترددين في العودة، وبدؤوا يتحدثون عن سنة بيضاء رغم أنهم لهم حنين واشتياق إلى المستطيل الأخضر.

ويظهر أن الحسم في مصير بطولة كرة القدم لن يتأخر، فالمعطيات المحيطة بالملف مع مرور الوقت قلت ضبابيتها، علما أن فرضيات عودة نشاط كرة القدم لم تتوسع فيه دائرة النقاش، وظلت محتشمة، غير أنها أكثر حديثا مقارنة مع الرياضات الجماعية الأخرى من قبيل كرة الطائرة وكرة اليد، إذ لا يعرف مصيرهما رغم أنه في حال استئنافها فهي أقل تكاليف، ولا تتطلب نفس الإمكانات، فيما تبقى رياضة كرة السلة، تسجل الاستثناء حيث دخلت مصير الجمود مبكرا ليس بفعل جائحة كورونا، التي زعزعت هذا الكون وفي وقت وجيز، ولكن بسبب من كانوا يطلقون على أنفسهم بالأمس القريب عائلة كرة السلة، قبل أن تتفرق هذه العائلة، ومعها تدخل هذه الرياضة النسيان، وهذا ما لا نريده لها، وهي التي كانت تصنف ثانية بعد كرة القدم من حيث الشعبية.

Loading...