يوسف خليل السباعي
كتبت الممثلة الأميركية نيكول كيدمان، خلال شهر مايو الجاري، بشيء من التفاؤل، البارز، في صفحتها على الفيسبوك، أن “ما يعطيني الأمل الآن هو هذه العبارة الإيطالية “Andrà tutto bene” والتي تعني “كل شيء سيكون على ما يرام!”
وذكرت، وهي في ظل الحجر المنزلي، أنها “خلال هذا الوقت أثناء إقامتي في المنزل، كنت أدرس اللغة الإيطالية التي أعطتني الأمل والعزاء والإلهاء، لطالما كنت في حالة حب لإيطاليا ، لكن القدرة على إعادة اكتشاف اللغة في الوقت الحالي كانت نعمة إنقاذ بالنسبة لي”. ولكن مايثير الانتباه في ماكتبته نيكول كيدمان هو أن كل شيء سيكون على مايرام”. فهذه الجملة ليست بريئة على الإطلاق.
بالطبع، إنها جملة تستدعي التفاؤل، ولكن هذا التفاؤل بمستقبل غامض، لكنه، بالنسبة للممثلة نيكول كيدمان هو تفاؤل في حدود الذات، لاينسلخ عنها. والحقيقة أن الجملة هي في حد ذاتها ذات بعد حدودي، إنها جملة إيطالية، بمعنى أنها صادرة عن معجم لغوي إيطالي، له مرجعيته، وتاريخيته، ومفرداته، التي لن تكون مناسبة مع أي لغة أخرى.
إنه جميل جدا أن تكتب ممثلة أنها تتعلم اللغة الإيطالية، وتعترف بذلك، لأن هذا التعلم سيثري، حقيقة، رصيدها اللغوي، خصوصا وأن نيكول كيدمان تتقن التحدث بلغات أخرى. وبعيدا عن هذه الجملة الحلمية، يمكن القول إن نيكول كيدمان توجه رسالة دالة، باعتبارها شخصية فنية، وعامة، إلى العاملين في الحقل الفني، والقراء، ومفاد هذه الرسالة أنه ينبغي على الممثلين والممثلات، بل وعلى الآخرين، أن ينفتحوا على لغات أخرى، ويتعلموا لغات أخرى. وهذا هو الجانب الإيجابي من رسالة نيكول كيدمان.