يوسف خليل السباعي
كتب الناقد السينمائي المصري أمير العمري في صفحته الشخصية على الفيسبوك، هكذا:” جزء كبير من مشكلة السينما في مصر أن الغالبية العظمى من المخرجين اكتفوا تماما بما تعلموه من “قواعد الحرفة” في معهد السينما، أي أصول الصنعة كما شرحها لهم من علموهم، ولا يقضون وقتا في مشاهدة الأفلام القديمة التي صنعت مجد السينما في العالم بل ولا الأفلام الحديثة المهمة أيضا خارج هوليوود (لا لا لاند)، وان تفرجوا فهم يتفرجون على أفلام بعضهم البعض ويخرجون من العرض للشد على يد المخرج (صاحبهم): ألف مبروك ياحبيبي.. شغل جامد أوي ياروح قلبي!”.
واعتبر أنه لذلك لا يحدث تطور اللهم ربما فيما يتعلق بتطوير “الصنعة” وليس الفكر والخيال- بعد اكتشاف سكة “المؤثرات” الخاصة التي يمكن استئجار من يقومون بها.. وربما أيضا تدهورت الصنعة بعد أن أصبح النجم أهم من الفيلم.
وانطلاقا مما كتبه أمير العمري كان لي رأي في الموضوع، وهو في الغالب مجرد رأي، ذلك أن هناك مجاملات فارغة بين السينمائيين وغيرهم حتى عندنا في المغرب. ولكن نحن في المغرب ليس لدينا نجوم. صفوة القول، كان يروقني ماتلفظ به يوما الممثل المصري عبد العزيز مخيون، قال: النجوم لاتوجد على الأرض، وكان كلامه عن الممثلين الذي يصنفون ذواتهم أو يصنفونهم من يبتغون الربح من ورائهم بالنجوم.. إن هذه المسألة هي في جوهرها عملية ميركانتيلية ووراءها منتجون وإعلاميون يبيعون ويشترون في ذلك، وصنعة بكاملها، وأيضا توزيع، بل وحتى الموزعين كانوا دائما يروجون الأفلام بإسم مايطلقون عليه النجم أو النجمة.
إن النجم في تصور هذه الجوقة هو من يجلب المتفرجين لشباك التذاكر، في ذاك الوقت. أما اليوم، وأمام تسارع وتطور التكنولوجيات الحديثة والاختراعات التواصلية والشبكيات الاجتماعية، لم يعد هذا الممثل النجم كما صنعوه له أي دور مؤثر سوى إسمه وتاريخه، ولكن معظم الممثلين الذين كانوا يصنفون في هذه الدرجة في مصر كبروا في السن، أو رحلوا، ولم يظل إلا القلة القليلة.
إن السينما في مصر تراجعت كثيرا، على مستوى إخراج أفلام ذات جودة عالية، ولم يعد لها حضور قوي، وجرأة في طرح فنيا وتخييليا القضايا الحقيقية للمجتمع، ،وهناك أسباب، ربما، قد تكون سياسية بالدرجة الأولى، أو تتعلق بنظام ما.
هناك مسألة أخرى، ألاحظ في عالم السينما والفيديو مايتعلق بالمسلسلات هناك وفرة في ذلك، ولكن ليس هناك أي تأثير، مسلسلات تعيش على تكرار الموضوعات، برغم تحسن في التصوير والمونتاج وإدخال بعض التقنيات الحديثة، لكن الممثل والممثلة/ النجوم والنجمات يهيمنان على الكل بصورة كبيرة ويصبح هنا ممثل وممثلة من الدرجة الأولى وآخرون من الدرجة الثانية والثالثة… إلى أن يجد بعضهم نفسه في الخارج.
ولكن الكل داخل اللعبة.
رحم الله يوسف شاهين كان خارج اللعبة.