بقلم ؛ يوسف خليل السباعي
لقد جعلنا فيروس كورونا المستجد نكتشف الوجه الآخر لكل من الصحفيين مصطفى العباسي وصلاح الدين الغماري. الأول معروف كصحفي ورقي، بمعنى أنه ينتمي للصحافة الورقية، المكتوبة. والثاني، كصحفي معروف وله محبيه هو صلاح الدين الغماري في القناة الثانية دوزيم.
لقد استخدم مصطفى العباسي الصحفي في جريدة ” الأحداث المغربية” واسطة تواصلية اجتماعية هي ال” فيسبوك” ليصل إلى عدد كبير من القراء، مستعينا بخبرته الصحفية والتواصلية لإيصال المعلومات حول مستجدات هذا الفيروس بالكتابة بالدارجة المغربية، التي هي في الجوهر ليست لهجة بسيطة أو تبسيطية، وإنما هي لهجة مركبة، ولكن، بما أننا مغاربة ولهجتنا نفهمها تلقائيا.
لقد كانت الدارجة المغربية هي الطريق السهل للتواصل عند مصطفى العباسي. وما كان يثير الإنتباه، هو عملية التشويق، والإثارة، وسرد بعض القصص، مما جعل المعلومات التي كان ينشرها، ولايزال حتى الآن، تجد صدى عند قرائها.
إن الدارجة المغربية هي لهجة أمومية، هي التي نتعلمها في مراحل العمر الأولى قبل الدخول إلى المدرسة، وتصبح اللغة العربية، أي اللغة الأبوية هي التي تحتوينا تعليميا.
إن مصطفى العباسي اختار لسان الأم في الفيسبوك، واللغة العربية في ” الأحداث المغربية”، لأن المؤسسة الصحفية لن تسمح له بذلك، ومن هنا، وفي الفيسبوك، يأخذ العباسي حريته في الكلام ويلعب بجسد أمه: الدارجة المغربية.
أما في حالة الصحفي المعروف اليوم في كل بيت مغربي صلاح الدين الغماري، بقناة دوزيم، فهو خرق العادة الصحفية، أي أنه حاول أن يقرب التلفزيون، برغم التكرار، من المشاهد المغربي، وقد استعان بخبرته الصحفية والتواصلية في أن يقترب من موضوع الفيروس وتداعياته من خلال برمجة مختلفة، تسهل عملية التواصل، لأن ليس كل المغاربة يدركون ويفهمون اللغة العربية، وهي لغة متعددة الجوانب، وصعبة، جمليا وتركيبيا، ونحويا.
إن الغماري يتنفس في الدارجة المغربية، ويقدم المعلومات، ووجهات النظر المختلفة، ولكنه يكرر نفسه، وهذا أمر بديهي في الصحافة والإعلام. فالتكرار هو أحد مستلزمات الصحافة وأجناسها.
وفي الأخير، مايهمنا هو تقديم المعلومات الصحيحة، ومكافحة الشائعات والأخبار الزائفة، ولو أن هناك كواليس ومصادر في عمل الصحفيين يصعب الوصول إليها، ولكن يمكن استنتاجها من خلال ما لايقال لنا، ذلك المسكوت عنه في بياض السطور عند العباسي، وفي الصوت الجهوري للغماري، ومشاهدته.