عائشة بلحاج
سمعت عن كارلوس زافون أواخر العام 2016، لما استشرت صديقا عن عنوان ديواني”ريح تسرق ظلي” وأخبرني أن هناك رواية بعنوان ” ظل الريح”. قلت حينها إن المعاني لا شك مختلفة، ورغم احتواء العنوانين على كلمتي ظل وريح، لكن المعنى مختلف كليا. وقررت أن أقرأ الرواية منذ تلك اللحظة،ثم بعدها بسنة بدأت أسمع كثيرًا عنها، ومع مرور الوقت فترت رغبتي في قراءتها، لأنني أنفر من قراءة كل ما يتخذ طابع الموضة في القراءة. مع ذلك ظل احتمال قراءتها واردا لكنني لم أشعر بحماس للبدء بها. واليوم بعد تلقي خبر وفاة كارلوس زافوس، قلت لابد من ذلك، واليوم.
لم أكن أعرف أنني سأنهي الرواية في اليوم نفسه، ولم يحصل هذا منذ زمن بعيد. عادة أحب قراءة الأعمال الكثيفة الصعبة المراس، والتي تأخذ معي وقتا لأكمل قراءتها؛ لأنني أعدها رحلة معرفية وفكرية وإنسانية، تغيرني بعد إنهاءها.
اليوم لم تلفت نظري جملة أو تصدمني فكرة، ولم أقف لأصفق في ذهني للكاتب خلال القراءة، رغم أنني ظللت مشدودة إليها. لكن وبعد أن أنهيتها، أشعر أنني لم أعد الشخص نفسه الذي كنته قبل هذا الصباح. وأن شخصيات كثيرة بالغة الحيوية، تطرق باب مكتبة الكتب المنسية في ذهني، حيث ستقيم إلى أن تشاء الذاكرة.
وفي آخر هذه الليلة، أشعر بأن خبر وفاته لا معنى له، بشكل أكبر مما شعرت به خلال النهار، وأنا أرى حجم محبي الكاتب. الكُتاب مثل زافون لا يموتون أبدا، طالما هناك قراء تتغير حياتهم بقراءة عمل واحد له.