يوسف خليل السباعي
في ليلة غاب عنها القمر، نزلت من الحافلة في ساحة معشوشبة.
كانت الساحة شاسعة كملعب لكرة قدم مهمش.
حالما نزلت من الحافلة أحسست برعب، لايوجد قدامي سوى الفراغ الشاسع، الممتد، الغريب.
نظرت إلى قدمي، وجريت، جريت.
كان الهدوء يغمر هذا الفراغ الشاسع.
بغتة، تعبت من الجري.
عندما وقفت لأتنفس وجدتني قدام كلبة، عيونها حمراء كنار الهشيم، وجسمها ضخم مقيت. نظرت إلي بقسوة، وشرعت تنبح بلاتوقف.
فكرت، وقلت في سري: ” لاحل إلا الجري!”.
جريت، جريت. شاهدت امرأة شرسة تضرب زوجها بفظاعة، لم أكثرت بهما، تابعت الجري، الجري، الجري.
لكن نباح الكلبة لم يتوقف.